> فن وثقافة

مسرحية «على المتضرر اللجوء للفضاء».. صوت المهمّشين


مسرحية «على المتضرر اللجوء للفضاء».. صوت المهمّشين

عبدالمحسن الشمري-
افتتحت فرقة المرايا للإنتاج الفني والمسرحي، مساء أمس على مسرح الدسمة، عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته 19 بعرض «على المتضرر اللجوء للفضاء» على خشبة مسرح الدسمة وسط حضور كبير، من تأليف وإخراج الفنان الشاب سامي بلال، ديكور الدكتورة خلود الرشيدي، أزياء العنود الفرج، مساعد مخرج علي كريم، ويشارك في بطولة المسرحية كل من عبدالعزيز الصايغ، فهد الخياط، شيرين حجي، عبدالقدوس اسماعيل، عبدالرحمن الهزيم.
يقول المخرج في كلمته «ثم يستمر النقاش الجاد، هل هو بهلول (بفتح الباء) ام بهلول (بضمها)، وعن العمل يقول في كتيب العرض «مجموعة من البهاليل يبحثون عن.. حياة، وللوهلة الأولى يبدو أن العرض ذهني، اي أنه يعتمد على الحوار والكلمة، وهذا يتطلب رؤية إخراجية بصرية غاية في الدقة واستخدام عناصر الإضاءة والصوت وقطع الديكور والاكسسوارات، إلى جانب الاستفادة من القدرات التمثيلة لكسر جمود النص، وتحريك الساكن فيه.
يرى كثير من نقاد المسرح أن الجمع بين التأليف والإخراج يشكل مأزقا لا يمكن تجاوزه، خاصة أن العرض في مثل هذه الحالة يعتمد على رؤية أحادية قد تفتقد أحد الركنين الأساسيين في العرض (التأليف أو الإخراج)، ويبدو أن سامي بلال كان مدركا لهذه المعضلة، واستعد لها جيدا، وسخر قدراته الكتابية في دعم رؤيته الإخراجية، خاصة ما يتعلق بالرؤية البصرية للعمل، وهي العنصر الأهم في مثل هذه العروض التي تعتمد على الكلمة- الفعل لتوصيل الرسالة أو الفكرة الرئيسة التي يريدها المؤلف.
وقد استفاد المخرج من الديكور المعبر الذي نجحت في تقديمه الفنانة خلود الرشيدي، خاصة الأوراق المعلقة في الفضاء وهي قراءة جميلة للبحث عن حرية التعبير. كما يحسب للعرض الأزياء الجميلة ذات الدلالات المهمة التي قدمتها العنود الفرج.
أما استخدام المؤلف للموسيقى فهو أحد أهم الحلول التي قدمها في العرض وكان الهدف منها مزدوجا، يتأرجح بين كسر حدة الملل من الحوار الذهني الذي يتضمنه النص، وايضا للتعبير عن بعض المعاني التي أرادها المؤلف، وكان الممثلون على مستوى المسؤولية، خاصة الفنان عبدالعزيز الصايغ الذي يمتلك خبرة كبيرة في التعاطي مع الجملة الحوارية.
ولعل من المفيد جدا أن نقول ان اختيار المؤلف لمفردة «بهلول» كانت موفقة جدا، وهي الأصدق من بين أي كلمات اخرى، فهؤلاء المهمشون في الحياة فقدوا انسانيتهم بعد أن عاشوا الهموم والمآسي والآلام، وهم يبحثون عن خلاص، وربما هناك نور في آخر النفق قد يحقق لهم حياة أفضل وينقلهم إلى واقع أجمل وأحسن، ولكن عليهم العمل الجاد والوحدة لأنها السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام.
أخيرا نحن أمام عرض مسرحي نجح فيه مؤلفه بتقديم مشهدية جميلة جذبت المتابعين، وهي خطوة مهمة له ولفريقه الذي عمل معه بإخلاص، ووضح أن هناك نوعا من التجانس بين الفريق.

عدد الزيارات : 1017 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق