> مقالات

ما نسيناكِ يا كويت الطيب

كتب : غادة الرفاتي |
ما نسيناكِ يا كويت الطيب

بقلم غادة الرفاتي
الولايات المتحده الامريكية
 
 
حضرت البارحة  في العمل احتفال بمناسبة أعياد الكريسماس ورأس السنة، احتفال بسيط بعيدا عن التكلُف  يعاد كل عام في نفس اليوم والمكان كي يجتمع جميع زملاء العمل من مدراء وموظفين حتى عاملي الخدمة والنظافة على طاولة طعام تجمعنا جميعا، ويخيم الفرح والحب والسعاده جو هذا اليوم ويتبادل الجميع الهدايا والتهاني فيما بينهم، وتدور أجمل القصص والحكايات الطريفة الظريفة بيننا حول تلك المائدة والتي تتسع تقريبا لــــ 50 شخصا وتسمع ضحكات الجميع تمليء بالمكان كأنها فراش يتنقل بين أزهار الحديقة فهذا يتكلم عن هديته وتلك عن طفلها واخر عن موقف مضحك مع مديره الجالس أمامه ولا أدري لماذا دائما تأخُذني هذه الاجواء الى ذكريات لا تنسى في الكويت وخاصة احتفالات الكويت بالعيد الوطني ... ربما اللون الاخضر والاحمر الذي يرتديه الجميع في أعياد الكريسماس يعيد ذاكرتي الى العيد الوطني الكويتي أو ربما مظاهر البهجة والسعاده التي تُخيّم كل مكان في مدينة شيكاغو وليس مكان العمل فقط فتلك المظاهر من الفرح كُنا نعيشها ونشارك بها نحن الوافدين تلك الارض الطيبة الكريمة المباركة، ولا أدري كيف تتسلسل السعاده الى قلبي وأنا أتحدث عن الكويت أمام الزملاء الامريكان فاستطرد في الحديث وكأنني اروي رواية عشق وحب أبدي وبريق في العينين يلمحه دائما كل من الزملاء وأنا أتكلم عن ما اعتبره وطن في عيني وهي الكويت .... لنا عاده في احتفال العمل في مثل هذه المناسبات أن يتكلم كل واحد منا لمده دقيقتين أو ثلاث عن ما يرغب في الحديث عنه او مشاركة الجميع به بكل حرية... وعندما جاء دوري كان حديثي عن الكويت وأن اللون الاحمر أوالاخضر الذي نرتديه جميعنا اليوم ذكرتني بألوان كنا نرتديها كرمز للمشاركة والاحتفال بعيد الكويت الوطني لانها من الوان العلم الكويتي " Kuwaiti flag color” ".... وكيف ربطت شعوري بالسعاده والفرح وأنا اشاهد تلك الاجواء السعيده وهى تخيم كل مكان في مدينة شيكاغو من الزينة والاضواء في هذا الشهر الى روائح القرفة المخلوطة مع التفاح وعزف الموسيقى الكريسماسية الهادئة في كل المتاجر والاسواق حتى مكاتب العمل
بشعوري أثناء احتفالات الكويت بعيدها الوطني وكيف كنا نشارك أهل الكويت الاغاني الوطنية ونتغنى بها في كل مكان، شعور أحمله في حنايا القلب وجوفه كلما تجولت في الشوارع والاماكن العامة لاشاهد زينة الكويت في ذلك الشهر من كل عام وهو شهر فبرايرالخير فالاضاءات معلقة في كل الاماكن في الشوارع والمؤسسات الحكومية والوزارات والشركات زينة وبهجة واحتفال لم ننساه حتى اليوم رغم بُعادنا عن الكويت لما يقارب ال 28 عاما وتُذكرنا به زينة الاعياد والعام الجديد هنا في الولايات المتحدة الامريكية .
ربما قد يستغرب البعض هذا الحب والولاء تجاه الكويت ولكنهم لم يعيشوا على أرضها ولم يعرفوا حكامها بطيبه قلبهم ومساندتهم لكثير من الشعوب في العالم وخاصة العربية .... أيادي سبّاقة للخير تسند الضعيف وتطعم الجائع وتدافع عن الحق ولو بالكلمة التي أصبحنا كأمه لا نملك غيرها، ويكفي لنا نحن الفلسطينيين مواقف الكويت المشرفة دائما لقضيتنا ومطالبتهم بحق عوده كل فلسطيني وبحقنا في الدفاع عن مقدساتنا وأراضينا.
للكويت وجه واحد معروف للجميع لا خداع فيه ولا نفاق ولا تزييف أرض فلسطين للفلسطينيين، والكويت دائما في صف الوحده الخليجية والعربية فالكويت بلد الامن و الامان وهي الأكثر تفهما ووعيا للقضايا الجوهرية لبلادنا العربية متمثلة بأمير الحكمة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الاحمد الصباح ورئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم الذي لا ننسى مواقفه وتصريحاته الدائمة تجاه القدس الشريف وتجاه قضية فلسطين، وأهلنا في غزه أهل العزة والكرامة والذي يعتبرها كل الكويتيين حكومةً وشعبا أنها قضية العرب والمسلمين الاولى بلا نزاع او جدال ولن تُلهينا قضايانا الأخرى عن قضيتنا وقبلتنا الاولى ألا وهي القدس الشريف.

عدد الزيارات : 2100 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق