> مقالات

اسقاط القروض .. كلاكيت ثالث مرة

كتب : خليل العريان |
اسقاط القروض .. كلاكيت ثالث مرة

منذ ان قال العملاق سعد الفرج جملته المشهورة وضحك والجمهور في مسرحية حامي الديار " بان الحكومة قررت اسقاط القروض وسحب ذلك من رصيد الأجيال القادمة" ليحول النائب السابق ضيف الله بو رميه تلك النكتة الى مقترح بقانون اسقاط القروض، وينشغل الشارع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بتلك القضية لسنوات طويلة انتهت بصندوق المتعثرين الذي لم يستفيد منه الا القلة القليلة، وجاء بعدها أعضاء مجلس الأمة أخرون لينشئوا صندوق الأسرة برعاية حكومية لتستفيد منه البنوك ويسقطوا فوائد لقروض والتي كانت أصلا غير موجودة.
واليوم ترتفع الأصوات من جديد مطالبة في مواقع التواصل الاجتماعي بإسقاط القروض، واختلف الناس بين مؤيد ومعارض وشد وجذب وهجوم ودفاع، وكانت المطالبات تتحدث عن اسقاط قروض بقيمة مليار ونصف المليار ليأتي البنك المركزي بإحصائيات مخيفه مفجعه بان المقرضين من المواطنين قد تجاوز عددهم نص مليون مواطن، واجمالي قيمة القروض حوالي 12 مليار دينار كويتي، مما يدل علي ان ثلث الشعب مديون وبمبالغ كبيرة، وبعيدا عن قضية اسقاط القروض فيجب علي البنك المركزي أولا وضع الأسس الاقتصادية السليمة للحد من الاقتراض والذي اصبح مؤشر خطير وارقامه مرتفعة وقد يؤثر علي مستقبل الكثير من الاسر والاستقرار الاجتماعي لها.
ومن خلال متابعة ما يكتب على مواقع التواصل نجد أن هناك كم كبير من المواطنين لديه ضائقة مالية وأزمة بسبب القروض فمن يتابع الحملة التي أطلقها بعض المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل معها يجد ان فعلا هناك مشكلة كبيرة لدي عدد كبير من الاسر وعلى الحكومة ومجلس الامة والمسئولين فيهما النظر لهذه القضية والمطالبات بشكل جدي والابتعاد عن تسيس القضية وكما نأمل من المعنيين والاقتصاديين تحديدا إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة عوضا عن مهاجمة المطالبين بإسقاط القروض.
ربما نعاني من وجودنا في مجتمع ديمقراطي وفيه برلمان وان كل قضية شعبية ينظر لها أعضاء مجلس الامة كأصوات انتخابية والكل يرغب بالتكسب من معاناة الناس، ولكن استغلال حاجة البشر ليست الطريق أو الوسيلة الصحيحة للوصول للكرسي الأخضر.
ان دور الحكومة ضمان حياة كريمة لجميع المواطنين، ويجب فورا منها التفاعل الإيجابي مع مشكلة القروض، كما ويجب وضع ضوابط من البنك المركزي على القروض وتقليل نسب الحد المسموح للاقتراض، وتشكيل لجنة حكومية تضم شخصيات غير سياسية للنظر في جميع الحالات التي تستحق مد يد العون لها وإعادة جدولة قروضها لضمان العيش الكريم لها...
ربما لا أطالب ولا أؤيد اسقاط القروض عن جميع المقترضين، فهناك مقرضين لديهم وفرة مالية ولن أقول اغنياء ولا توجد لديهم أي أسباب تتطلب اسقاط القروض عنهم، ولكن يجب مساعدة الاسر المتعففة وأصحاب القروض الذين لديهم فعلا ازمة وحاجة .. اما تسيس تلك القضية والشد والجذب والاقتراحات البهلوانية فهو ليس في صالحها وقد ينهيها نهاية محزنة ... فهل ينجح المشهد هذه المرة أم نحن بحاجة مستقبلا ل "كلاكيت رابع مرة .. لأسقاط القروض" ..


عدد الزيارات : 1812 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق