> مقالات

واقعية المغرب وحكمة غاندي ...

كتب : ليما الملا |
واقعية المغرب وحكمة غاندي ...

ارتفعت الاصوات النشاز في مختلف انحاء الوطن العربي للمطالبه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، ولا أجد أي مبررات للدهشة والإستغراب اللتان أصابتا الشارع الكويتي والعربي بوضع المغرب في مقرراتها الدراسية ان القدس عاصمة للكيان الصهيوني لان التاريخ واضح وصريح في طبيعة العلاقة بين الكيان الغاصب والبلد المفترض انه حامي البوابة الغربية للوطن العربي !!
ففي بداية الخمسينات من القرن الماضي أظهرت الوثائق الفرنسية والبريطانية ان اعادة السلطان محمد الخامس إلى  حكم المغرب بعد نفيه إلى  مدغشقر من قبل الفرنسيين تم بمساعدة الإسرائيلين الذين كانوا يتعاملون بشكل مباشر معه ..
كما تبين وثائق سرية أخرى ان المغرب كان أكثر البلدان العربية طلباً لإستضافة مؤتمرات القمم العربية والهدف من ذلك تم الكشف عنه لاحقاً في عام 1990 ان شركة ( اتلانتس ) والتي تتخذ من مارسيليا مقراً لها كانت صاحبة الحقوق الحصرية لنقل جلسات ووقائع احداث القمم العربية وكانت تلك الشركة تابعة للموساد الإسرائيلي ...
ولا يمكن نسيان ان حجر الأساس لفتح باب التطبيع بين مصر واسرائيل تم فتحه في المغرب من خلال الوزير المصري حسن التهامي أحد مهندسي زيارة السادات المشؤمة إلى  الكيان الصهيوني ...
تلك امثلة تم الكشف عنها من خلال وثائق إستخباراتية سرية وما خفي كان أعظم، وعلى اثر ذلك لا أجد أي سبب للإستغراب عندما يضع أكاديميو ذلك البلد في مناهجهم للأجيال القادمة ان القدس عاصمة إسرائيل في حين ان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يؤكدون أنها أراضي محتلة وبالطبع فإن الحجة المغربية جاهزة وهي ان الواقع يقول ذلك !!!
ونتذكر هنا ما قاله غاندي عندما سئل عن شعوره إتجاه باكستان بعد فصلها عن الهند ... فقد قال رجل السلام انه يعترف بواقعية وجود باكستان ولكنه لا يعترف بشرعيتها .... تلك رسالة لابد لكل (عربي يؤمن بالعدالة والحق ) ان يضعها في وجدانه عندما يتطرق إلى  الكيان الصهيوني .. فلا يوجد شك ان إسرائيل واقع نراه أمامنا ... ولكن ليس بالضرورة الإعتراف بشرعيتها ...

عدد الزيارات : 2688 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق