> مقالات

وزارة .. الحيتان .. والهوامير

كتب : خليل العريان |
وزارة .. الحيتان .. والهوامير

احتفل الوطن باعياده وتذكر الشعب كيف عاني طوال سبعة شهور من الظلم والاستبداد والقهر.. ولكن جاء العيد الوطني في هذا العام مختلف وفي القلب "غصة" فهل هذه الكويت التي نعشقها وهل هذا وطن النهار الذي اقسمنا ان نعيده كما كان قبل الغزو العراقي الغاشم ..؟ قلوب الكثيرين من ابناء الكويت حزينة ومحبطة ..فما نشاهده ونعيشه وما نشعر به لا يدعو للتفاؤل حيث كشفت الامطار المستور تحت القار "الاسفلت" وفساد السنين في وزارة الاشغال .. ويتذكر من عاش في الغزو كيف سارت الدبابات والمعدات الثقيلة علي الشوارع والتي لم تتأثر كما تأثرت من جراء نزول الامطار .. 
كنا نامل أن نتحدث عن الاصلاح والحلول للقضايا الرئيسية التي يعاني  منها الوطن مثل التركيبة السكانية أو المشكلة الاسكانية او حتى مشكلة التعليم وتفشي ظاهرة المدرسين الخصوصيين ولكن للأسف اصبح واقعنا المُرّ وطموحنا هو فقط ان نسير في شوارع جيدة دون الوقوع بالحفر او صعود الأرصفة .. والمضحك المبكي أن معظم الوزراء السابقين لوزارة الأشغال كانت تصريحاتهم عن اكتشاف التركيبة السحرية للقار (الاسفلت) والتي طارت مع اول صوت للرعد لأنها مصنوعة من الماء والزيت الاسود..
وانتظرنا بعد الامطار، ورحل الوزير وجاء آخر واستبشرنا الخير، ولكنها جعجعة بلا طحين فالشوارع على حالها وكل يوم تزداد سوء .. واستمر المسلسل .. وكل يوم يدفع المواطن المغلوب على أمره الفاتورة لشركات اصلاح السيارات أو مقيم وافد يقتطع من رزق ابنائه ليدفع للتاجر الجشع الذي استغل الوضع ورفع اسعار قطع الغيار  وزجاج السيارات.. وعلى الرغم من مرور ثلاث شهور إلا أننا كمواطنين ومقيمين لازلنا نعاني واطمئن الجميع بان المعاناة مستمرة، وبأمانه لا اعرف اذا كان المسئولين في وزارة الاشغال ومعالي الوزيرة يستخدمون نفس الشوارع التي نستخدمها يومياً، أم أن هناك طرق خاصة لا نعرفها توصلهم الي مقر عملهم في الوزارة دون الوقوع في حفرة، فمن غير المعقول أنهم يشاهدون ويستخدمون تلك الطرقات المليئة بالحفر ولا يتخذون القرارات السريعة في إصلاحها.. 
وعلي الرغم من أن القاصي والداني شاهد الفساد المستشري في وزارة الاشغال إلا ان الموضوع من وجهة نظر الكثيرين معقّد وصعب للغاية حيث تعتبر وزارة الاشغال وزارة التجار من فصيلة الحيتان (الحيتان: جمع حوت وهي من فصيلة من الاسماك تبلع كل مافي طريقها)، وتعتبر الوزارة البقرة الحلوب للتجار وأهم رافد لخزائنهم وارصدتهم البنكية فمناقصاتها بالملايين والمليارات، كما وحتى تاريخه وللأسف لم يتم تحويل أي موظف او مسئول حالي او سابق في تلك الوزارة الي النيابة، مما يعني ان بعض المسئولين في الوزارة من "الهوامير" .. !! 
وبما اننا كمواطنين يجب ان ندفع الفاتورة وربما يحتاج إصلاح الطرق الي سنوات وميزانية بالمليارات فأتمني من وزارة الاشغال على أقل تقديراصلاح الطرق السريعة الرئيسية وتخفيف المعاناة اليومية التي يواجهها الجميع اثناء استخدامهم لتلك الطرقات .. 
لقد مضي شهور على المشكلة ونحن ننتظر اصلاح الطرقات، وتكسرت السيارات والوزارة مشغولة في البحث عن الخلطة السرية الجديدة ..والمواطن المغلوب على امره الله يعينه يدفع فاتورة فساد وزارة الحيتان والهوامير ..

عدد الزيارات : 1740 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق