> مقالات

جارتنا قطر .. ونحن آخر العالم

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
جارتنا قطر .. ونحن آخر العالم


     قبل أيام كتبت مقال عن الفرق التنموي بين الكويت والإمارات العربية المتحدة لأجد نفسي اليوم مرغماً على التعريج على دولة قطر الشقيقة وتسليط الأضواء على إنجازاتها الكبيرة والتي تجعلني أزداد كآبة وحزن .. خاصة عندما أتذكر أن رئيس حكومتنا مستاء من الفساد.

     لقد كانت الكويت في الماضي القريب "الدرّة" وكانت شعوب دول مجلس التعاون تأتي لزيارتنا لتشاهد التطور الذي وصلنا له في المجالات المتعددة كالسياحة والطرق المتطورة والمباني الشاهقة، وأبراج الكويت التي أصبحت اليوم "أنتيك" هذا بالإضافة لمستشفياتنا التي كانت الأحدث في المنطقة والتي كانت الدول الشقيقة تُرسل مرضاها لتتعالج بها بدلاً من إرسالهم للندن. فأين كنا وأين صرنا ! ولو أردنا أن نفتح جميع أبواب الانتقاد على حكومتنا لتطلب ذلك كتابة مجلّد كامل وليس مجرّد مقالة، لأن كل شئ لدينا اليوم فاشل من الناحية الشكلية والموضوعية، فالمستشفيات متهالكة شكلياً وموضوعياً علاجها فاشل وأخطاؤها الطبية بتزايد، والمدارس متهالكة شكلياً وموضوعياً التعليم فيها فاشل ومخرجاته لا علاقة لها بسوق العمل وتعيينات الخريجين عشوائية، والشوارع محطمة شكلياً وكأنها قُصفت بصواريخ باليستية وموضوعياً الاختناقات المرورية بها تخنق الشعب على مدار الساعة وبشكل يومي، أما السياحة فهي معدومة شكلياً وموضوعياً ولم يتبقى للشعب أي أماكن ترفيهية سوى المقاهي والمطاعم. وبالرغم من هذا كله إلّا أني لم أقصد التطرّق لأي موضوع من المواضيع المذكوره أعلاه إنما هي مجرد إشارات لتلك القضايا أو كما يسميها الشعب الكويتي "تحلطم" .. أما الآن فسأدخل في الموضوع :

     لقد قرأت بالأمس "بالصدفة" تقريراً عن أحدث المطارات في العالم .. وأفشلها، وقد نشرت منظمة "AirHelp" المتخصصة في حقوق المسافر الجوي تقريرها المُفصّل عن مطارات 132 دولة حول العالم مسجّلة لديها، وكان المفرح أن دولة قطر قد تصدرت قائمة هذه الدول بأفضل مطار في العالم "مطار حمد الدولي" أما المبكي فكان أن مطار الكويت جاء في المركز الـ131 وهو المركز قبل الأخير على مستوى العالم، أما التقرير الثاني فقد جاء من نفس المنظمة عن قائمة شركات الطيران والمؤلفة من 72 شركة حول العالم والذي احتلت دولة القطر أيضاً بخطوطها "القطرية" المركز الأول على العالم لتأتي الكويت في المركز الـ70 وكأن الكويت قد نذرت نفسها أن تكون في مؤخرة كل قوائم العالم، وربما "والله أعلم" أن حكومتنا تنوي منافسة دول العالم في التخلف وهدفها القادم هو دخول موسوعة غينيس كأغنى دولة في العالم حاصلة على المراكز الأخيرة في كل المجالات.

     إننا لا نتمنى لدولة قطر الشقيقة إلّا المزيد من التقدم والازدهار كما نتمنى أن تنتقل "عدوى قطر" للكويت والتي يأبى التاريخ إلّا أن يلقبها بـ"عروس الخليج" وليس عيباً أن يتفوق الأشقاء في قطر إنما العيب هو أن نتراجع نحن بهذا الشكل الحاد لنحتل المراكز الأخيرة في أمور كُنّا نُعلمها لغيرنا، وهذه رسالة لرئيس الحكومة الذي استاء من الفساد ثم لم يفعل شئ يُذكر سوى أنه هرب من كل الاستجوابات التي قُدّمت له .. أصلح حال البلد الله يصلحك.

عدد الزيارات : 2010 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق