> مقالات

ثورة ضد العنف

كتب : خليل العريان |
ثورة ضد العنف

انتشرت قبل ايام في مواقع التواصل الاجتماعي بعض المقاطع المصورة عن العنف بين طلبة المدارس والتي ظهر فيها بعض الطلبة والذين من المفترض انهم في عمر الزهور في صورة "بلطجية" وقطاع طرق ووحوش صغيرة يتحثون بلغة وكلمات اكبر من عمرهم، وللأسف يقلل البعض من خطورة ذلك الحدث وانه مجرد تصرف طفولي لا يستحق الاهتمام ويعتبره طبيعي ويحدث في كل مكان في العالم من وجه نظرهم، ولكن اجد في المقابل أنها ظاهرة خطيرة يجب أن تعالج فورا .. والجميع من حكومة وشعب ووزارة إعلام ضايعه ساهمنا بقصد أو دون قصد بإنتشار هذه الظاهرة الخطيرة، فهؤلاء الاطفال والشباب هم لبنة المستقبل وهم رجال الغد، وان لم تحمل القيم والمبادئ السليمة في جذورها سوف يكون مستقبلنا مظلم.
اطفالنا فلذات اكبادنا تسير علي الارض والجميع بلا استثناء يعمل ويتعب من اجل مستقبل أبناءه ولكن .. كيف يكون مستقبل الطفل وهو محمل بالذكريات السيئة وتجارب تعكس ظلم المجتمع له من خلال السماح للبلطجية بالاعتداء عليه وضربه وكسر ذلك الانسان الموجود داخله .. 
ربما في عهد بعيد كانت المدارس مختلفة وكانت الحياه صعبة ولم يكن المجتمع متطور ومثقف مثل مجتمعاتنا اليوم ولكن وللاسف رغم كل التطور والتقدم والتكنولوجيا التي وصل اليه العالم الا اننا لا زلنا نعاني من ظاهرة العنف ولم نستطع وضع الحلول المناسبه لها ..
مع اعترافنا بأن المنزل وأولياء الامور هم المسئول الأول عن التربية، ولكن تعتبر وزارة التربية والهيئة الادارية في كل مدرسة المسؤل الاول عن حماية ابناءنا الطلبة، وذلك الدور يقوم به الاخصائي الاجتماعي في المدرسة، ويجب ان يعلم جميع العاملين في وزارة التربية انهم مسئولون أمام الله عن سلامة كل طالب يدخل أسوار المدرسة ..
ونطالب الحكومة ممثلة في وزارة التربية والصحة بدراسة هذه الظاهرة الخطيرة، كما نطالب جمعيات النفع العام المتخصصة في رعاية الاسرة والاهتمام بها بوضع الحلول لظاهرة العنف ولا اقصد هنا العنف في المدارس فقط ولكن شتى أنواع العنف التي أصبحنا نعاني منها، كما يجب فرض رقابة شديدة علي العاب الكمبيوتر المنتشرة بين جيل الشباب ولا ننسى دور وزارة الاعلام في معالجة هذه الظاهرة والتوعية عن خطورتها من خلال البرامج التوعوية فافلام العنف اصبحت هي الاكثر رواجا بين المراهقين، والمسلسلات الهابطة اصبحت تشجع الشباب علي الانحراف والفاشنستات المتخلفة اصبحت هي القدوة للفتيات ..
لقد نص الدستور الكويتي في المادة التاسعة منه أن "الاسرة اساس المجتمع قوامها الدين والاخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي اواصرها ويحمي في ظلها الامومة والطفولة" .. نحن بحاجة الي "ثورة ضد العنف" ليكون المستقبل مشرق.

عدد الزيارات : 1788 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق