> مقالات

حكومة ( لا لا لاند)

كتب : ليما الملا |
حكومة ( لا  لا لاند)

اعتقد انه حان الوقت لحكومتنا (الرشيدة) ان تنهي مسلسل استصغار عقول الشعب الكويتي واللإتفات نحو القضايا الهامة والحساسة التي تواجه الكويتيون ومواجهتها بشفافية وشجاعة واعطاءها الاولوية. فمسألة إنشاء جمعية للسعادة ليس سوى ضحك على الذقون تسعى اليها الحكومات بشكل عام لسببين؛ فاما لانها تأتي ضمن حملات الترويج للبلد خارجيا كنوع من الدعاية، او انها ابرة ( بنج) لتخدير مواطنيين اتجاه قضايا لا تريد الحكومات شعبها الإلتفات نحوها.
فالسعادة ليست سلعة تشترى من الاسواق او شئ يمكن تسلفه من الغير، فالسعادة امر مجرد وليس مشخص،  بمعنى آخر عندما تشهر جمعية للمحاميين او المهندسين او الاطباء او حتى السباكين،  فإنها تضم افراد ( مشخصون ) مختصون في مجالهم،  ولكن هل يمكنني مشاهدة السعادة ؟؟؟...وما هو مفهوم السعادة ؟؟؟...وكيف تأتي السعادة ؟؟؟ وكيف يمكن نشر السعادة في مجتمع عربي مسلم تستند ثقافته على الحزن واصابته بعقدة الضحية ؟؟؟...
على ما يبدو ان الاخوة والاخوات الافاضل في الحكومة ، ونظرائهم اعضاء مجلس الامة( مناديب  أُسر غرفة التجارة )وبسبب انشغالهم بتضخيم حساباتهم البنكية قد نسوا مفهوم السعادة والمقومات التي تستند عليها بالنسبة للإنسان البسيط. فعندما يكون راتب الكويتي كافياً لتجنب المجاعة فمن الصعب ان يشعر بالسعادة...وعندما يوظف المواطن في مكان ليس من اختصاصه فمن الصعب ان يشعر بالسعادة...وعندما تنهب اموال المتقاعدين من قبل شخص اتضح ان الحكومة تتفاوض معه لإسترداد جزء مما سرقه فمن الصعب على المواطن ان يشعر بالسعادة..وعندما يشاهد الكويتي الاداء الحكومي الضعيف والهزيل في قضايا مع بلدان مثل الفلبين ومصر وغيرها فمن الصعب على المواطن ان يشعر بالسعادة...وعندما يتابع الكويتي تبرعات بلده الى بلدان من المفترض انها شقيقة ولكن في حقيقتها تكره الكويت والكويتين ولديهم حتى يومنا هذا حب  لصدام حسين فمن الصعب على المواطن ان يشعر بالسعادة..
الاخوة والاخوات في الحكومة والمجلس ....مفهوم السعادة لدى اشخاص مثلكم ممن يملكون الفلل والشقق الفاخرة في اوروبا وامريكا ويقضون كل عطلة متاحة امامهم بعيدا عن شمس الكويت الملتهبة مختلف تماما لدي الانسان الكويتي البسيط،  فانتم لا تفكرون بإيجار سكنكم،  ولا تفكرون كيف ستضعون المأكل والمشرب لعائلاتكم، ولا تفكرون في ايجاد حلول كي يبقي الراتب كافياً حتى آخر الشهر،  فتلك الأمور كافيه كي تهجر السعادة قلب أي مواطن وتجعله عابساً متكئباً ومهموماً ...
ولكن اود ان اتوجه بنصيحة اعرف ان هضمها ليس بالسهل على الحكومة والمجلس...ان أهم أمر يجعل الإنسان في أي مكان في العالم يشعر بالسعادة هو الحرية ....حرية التعبير ..حرية الإختيار...حرية التفكير...تلك هي الخطوة الأولى  والاساسية نحو السعادة ...فبمقدوركم إنشاء مليون جمعية للسعادة وتعينون فيها أعضاء من الوفود (المنافقة) لكم ، ولكن بدون الحرية فلن يشعر اي مواطن بالسعادة ولو بنيتم مجمعات للسعادة ...
في الولايات المتحدة هناك تعبير مناسب ينطبق على حكومتنا الرشيدة ....فالشخص هناك عندما يحلم بامر غير قابل للتحقيق يقال له انك تعيش في ( لا لا لاند)...واتصور ان حكومتنا تسعي لكي تكون عاصمة ( لا لا لاند)..

عدد الزيارات : 1809 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق