> مقالات

‏زيادة العدوانية بين الأطفال -١-

كتب : د. نبيله شهاب |
‏زيادة العدوانية بين الأطفال -١-

العدوانية سلوك سلبي مرفوض بكل مستوياته وأشكاله  ومن قبل الجميع، وهو من المشاكل السلوكية  التي للأسف زادت سواء بين الأطفال أو حتى الشباب والراشدين،  وبعضه قد يصل في حدته الى درجة الاضطراب النفسي.

‏العدوانية بين الأطفال بدأت تشكل هاجسا مزعجاً للوالدين والمربين والمسئولين عن الطفل، 

‏وحتى يتسنى لنا معرفة أسبابها وكيفية الحد منها أو القضاء عليها يجب أن نتناول بالدراسة المسئول عن نشأتها وظهورها سواءً كان: البيت أو المدرسة أو المجتمع ككل. 

‏وسوف نتناول أولا دور الأسرة في ظهور العدوانية عند الأطفال وكيفية الحد منها والقضاء عليها، ونلحقه بمقالين عن دور المدرسة ودور المجتمع ككل في ذلك.

‏من بداية تعرف الطفل على بيئته المحيطة به و التعرف على الأم والأب والاخوة نجده يلاحظ ويكتسب السلوكيات التي يراها أمامه (التقليد)، على سبيل المثال شجار الوالدان أو السلوك العدائي بين الاخوة أو حتى في بعض الاسر بين الوالدان والاطفال يجد له للاسف مكان في ذاكرة الطفل وان لم يمارسه الا لاحقا حين تتأتى  الظروف (التعلم الكامن).
‏ولأسلوب التنشئة الخاطيء للطفل سواءً كان على سبيل المثال الإهمال الكامل أو القسوة التأثير الأكبر في ظهور العدوانية عند الأطفال، فالطفل المهمل يحاول جذب انتباه الوالدين او المعلمين عن طريق الاعتداء على الأطفال الآخرين سواءً كانوا الاخوة أو زملاء الفصل والمدرسة أو غيرهم .
‏والطفل الذي يعامل بقسوة في المنزل نجده يكتم ألمه وغضبه وحنقه ولا يوجهه للوالدان لخوفه من العقاب ، بل يقوم بنقل هذه المشاعر السلبية الى الأطفال الآخرين في المدرسة مثلا فيقوم بتفريغ غضبه وحنقه وكرهه على الأطفال الآخرين عن طريق ضربهم أو سبهم أو إيذائهم أو التعدي على ممتلكاتهم كتمزيق كتبهم أو كسر أشيائهم وغيره .
‏بعض الأسر وان قل عددها تعتبر ضرب الأطفال الآخرين مصدر فخر لهم وله فيتربى الطفل على أن ما يقوم به من عدوان على الآخرين هو سلوك ايجابي لا بل تصرف محمود ويجعله "رجلا" وبطلا!!
‏كما أن بعض الأسر للأسف يرسلون الطفل الى المدرسة وهو محمل بكم من الكره والحنق على المدرسة ككل ومن فيها ويكون كالقنبلة الموقوتة!! ويتم ذلك حين يتحدث الأهل أمام الطفل عن سلبيات وأخطاء وعيوب المدرسة ومن فيها، ونجد هذا الطفل ينفجر في أول أو أضعف (معنوياً) طفل يصطدم به بكلمة أو حركة غير مقصودة .
‏ومن أسباب السلوك العدواني كذلك أن الطفل يتسم بالعصبية سواء كانت صفة موروثة أو مكتسبة ويكون سريع التهيج ولأدنى سبب ولا يجد له من يساعده على التحكم في عصبيته أو تغيير سلوكه فلا يعطي الوالدان اهتماماً واضحاً لذلك فمن الطبيعي نجده يتعدى بسبب عصبيته على الاطفال الآخرين.

‏ولو أردنا التعرف على الحلول المناسبة والضرورية للتخلص من العدوانية سوف يكون في مقدمتها ان الأسرة تتعرف على الأسباب المؤدية الى وجود العدوانية عند طفلهم ويحاولون أن يقوموا بتعديل أي خطأ يقع في دائرة مسئولياتهم وإبدال سلوكياتهم السلبية بأخرى إيجابية ، على سبيل المثال يغيروا من أسلوب التنشئة وطريقة معاملة الطفل ، وغيره 

‏من المهم أن نعلم جيداً ان "أغلب" ما يقوم به الطفل من تصرفات سلبية أو عدائية نحن المسئولون عنها بالدرجة الاولى سواء البيت أو المدرسة أو المجتمع ككل ..

‏د. نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2769 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق