> مقالات

‏رعب في مقهى ..

كتب : د. نبيله شهاب |
‏رعب في مقهى ..

 في مقهى كنت كثيراً ما أحب ارتياده وشرب الشاي فيه ، اخترت مكانا خارجيا يتوسط المكان أحب أن أجلس وسط الناس كما أحب  الجلوس في الخارج أستمتع بالجو مادام مقبولا فقد شعرنا بالملل وعدم الراحة  من الأجواء الداخلية، أصبح اعتدال الجو وجماله فرصة لنا لنعيش في الأجواء الطبيعية.

‏كنا نتبادل الحديث الشيق  حين استوقفني صوتها الغاضب طرق قلبي قبل أن يطرق أذني وهي تطلب من طفلة صغيرة أن تضرب طفلة أخرى .. هزني ما أسمع وتألمت بل في الحقيقة غضبت من هذه العدوانية الغريبة والتي تمارسها هذه السيدة بكل أريحية أمام الجميع ومع أطفال !! امتنعت الطفلة عن ضرب الطفلة الأخرى واكتفت بان اختبأت خلف أمها بخوف وخجل !!
‏ولكن لم تقف هذه المسرحية المخيفة عند هذا الحد بل تعدت حدود المعقول والمقبول !!
‏حين وجدت هذه المرأة المزمجرة أن الطفلة ترفض ضرب الطفلة الأخرى قامت هي بالمهة البغيضة المخزية .. في لحظة تحولت الى " مفترسة " وقامت بعض الطفلة في ذراعها وتركتها تبكي وتتألم وسط خوف ورعب الطفلة الأخرى وذهول امها من هذا التصرف الغريب !!
‏اجتاحني غضب شديد لكن رفقتي قالوا لي:
‏ " تبين تنعضين انتي بعد؟؟ " !!
‏وللحظة تخيلت ذراعي بين أسنانها لتقطع منه قطعة وتمضغها ..
‏كيف لا وهي نهشت طفلة لا حول لها ولا قوة بكل قسوة و أمام الجميع !!

‏بقي خوفي منها وصاحبه فضول قوي بأن استكشف ماهية هذه المرأة و ماهي تفاصيل أسباب هذا الاعتداء الوحشي على الطفلة ..
‏سمعتها تقول للمرأة الأخرى: "أحسن لازم تتأدب أنا علمتها انها ما تضرب الأطفال لكن ما تسمع الكلام" !!!!!
‏وقلت محدثة نفسي أنتي صادقة بكل حرف 
‏كيف لها بأن تتعلم من الكلام وهي ترى عكسه من أفعال!!
‏قدمتِ لها نموذجا واضحا للاعتداء على الآخرين وتطلبين منها عدم الإعتداء على الاطفال !!!

‏وجلست و أنا مازلت وجلة يخالطني ألم على حزن على امتعاض شديد مما جرى ..
‏وكلما تذكرت الذراع الصغير البريء بين أسنان الفك المفترس يزداد ألمي !!

‏أكملت قطعة التوستة بالجبنة أكلتي المفضلة مع شاي النعناع وتحركنا ونحن نحدث أنفسنا عما أصبح من تغيرات في مجتمعاتنا إلى درجة وجود القسوة بين الأم وطفلها ..

‏ولا يخفى على أي منا أن تأنيبا مغلفا بالحب لطفلتها مع اعتذار للطفلة الأخرى كان يكفي لتستمر الجلسة جميلة وهادئة ويستمر الشعور الايجابي فيها،
‏والأهم من كل ذلك هو أن الطفلة سوف تتعلم كيفية التصرف السليم في المواقف المشابهة ..

‏لكن ..
‏لله في خلقه شئون 

‏د. نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2751 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق