> مقالات

يا إنسان .. الجزء الثاني

كتب : القلم السياسي |
يا إنسان .. الجزء الثاني

إن التسليم بإرادة الله تعالى تريح العقل والقلب والنفس والجسم وتريح أيضا من حولك ، ليس معنى هذا أن نكون قانعين في طرف الحياة ، فالحياة بين بكاء مني وبكاء علي وبينهما حياة مليئة بأقدار نشارك نحن في رسمها لتخرج في صورتها المكتملة .

لا أحد يعلم ماذا كتب الله له في حياته ولكنا نعلم بأن الله فرض علينا الحركة والسعي ، فالصحة والرزق مرتبطان بعلو همتنا ، وأما الموت فهو مقدر علينا .

إن الأخذ بأسباب الحياة هو المطلوب وهي تشريع وتكليف من الله تعالى ، هل كان الصحابة الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قاعدين خاملين مكتفين بـ : يا رسول الله ادعو لنا !؟

إذا غرقت السفينة التي تحمل ألف إنسان باختلاف أصولهم وألوانهم وأديانهم وطبائعهم فلن ينجو إلا من يحسن السباحة لأن هذا سبب للحياة وليس سببا لدخول الجنة .

قد يكتب الله لي أن أصاب بالسرطان في سن الخمسين من عمري ، فهل لي دخل بإصابتي بهذا المرض ؟ هل أنا مدخن وسبب لي التدخين هذا المرض ؟

الله تعالى يوفر أسباب الحياة للجميع كما وفرها لقبيلة جرهم التي خرجت من اليمن بعد انهيار سد مأرب واستقرارهم في مكة ، ولكن السؤال : هل كل من تتوفر له أسباب الحياة الكريمة سيكون مرتاحا ؟

الجواب : إن عقيدة الحياة وفلسفتها تجعل للإنسان همة عالية إذا قرنها بعبوديته لله تعالى ، فكلما عرفت الله عرفت نفسك وارتحت وبذلت نفسك إلى مايرضي الله عليك ، فإن رضي الله عنك أراح عقلك وبالك وقلبك .


عدد الزيارات : 1314 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق