> مقالات

أوضاع الفاحصين الفنيين بحاجة للفحص

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
أوضاع الفاحصين الفنيين بحاجة للفحص


            إن أوجه الخلل في الكويت كثيرة ولا حصر لها وعلى رأسها الخلل في التعيينات في وزارات الدولة حيث أنها ليست مبنية على دراسات تناسب احتياج الوزارات لتخصص معين بل هي عشوائية ولا تستند على إحصائيات لأعداد الموظفين في الحكومة وقطاعاتها المختلفة وهذا التخلف في التعيين منطلق من تخلف سياسة التعليم ومخرجاتها التي لا تتناسب مع متطلبات الوزارات، فهل هناك أوجه أخرى وأسباب للخلل في هذا الخصوص أم لا ؟

     إن من الأمور التي تؤكد أن حكومتنا تدير البلد "عالبركة" هو أنها لا تُقدّر طبيعة الأعمال التي يقوم بها الموظفين في الوزارات وبالتالي فهي لا تُقِر الكوادر وعلاوات بدل الخطر بما يتناسب مع طبيعة أعمال هؤلاء الموظفين بل إنها تمنح الكوادر والعلاوات بناءً على المسمى الوظيفي للموظف مما يجعلنا نلاحظ أن هناك موظف إداري يجلس على مكتبه تحت التكييف ويعمل بكل ارتياح ويحصل على كادر  بينما الموظف الميداني والذي بدوره يمارس عمله رغم سوء الأحوال الجوية من حرارة أشعة الشمس وأمطار وغبار وطبيعة عمل قد تضر بصحته لا كادر له. إن الخلل في منح العلاوات يخلق ظاهرة عزوف المواطنين عن مثل هذه المهن والتي ليس لها بديل إلا العمالة الوافدة وما أكثر سلبيات العمالة الوافدة، فهل لدى الحكومة نية في تعديل أوضاع العاملين في هذه المهن الطاردة أم إنها ستلجأ في نهاية المطاف للعمالة الوافدة بحجة أنها "أرخص" ؟

         قبل أيام كنت في أحد مراكز الفحص الفني والتقيت بالصدفة بأحد أصدقائي والذي أصر أن أشرب معه "فنجان قهوة " فلبيت دعوته الكريمة وسألته أثناء جلوسي معه "شلون الدوام ؟" .. وليتني لم أسأل، فقد كانت إجابته صاعقة عندما تنهَّد يائساً وهو يقول "خلها على الله" ثم بدأ بسرد معاناته هو وزملائه، فبعض مراكز الفحص ليس بها مظلات والفاحصين يقفون تحت أشعة الشمس المباشرة ليفحصوا سيارات المراجعين فضلاً عن إن مراوح الهواء لاتعمل ولا يوجد لها صيانة، ومن جهة أخرى فإن هؤلاء الفاحصين الفنيين يقفون لفحص السيارات مستسلمين لظروف الجو المتعبة لتصبح فصول السنة بالنسبة لهم كأداة عقاب، وبالرغم من أنهم يقومون بفحص كل أنواع الآليات "الثقيلة / المتوسطة / الخفيفة" ويستنشقون عوادمها والتي تسبب أمراض السرطان والربو فإن الحكومة تصرف لهم بدل تلوث 30 دينار شهرياً فقط في حين أنهم يفحصون ما يقارب الـ500 سيارة يومياً.

     إن سؤالي للحكومة هو عن معيار تصنيفها للمهن وكيفية اعتبار تلك المهن  أعمال شاقة من عدمها وهل مهنة الفاحص الفني تندرج من الناحية الواقعية تحت بند الأعمال الشاقة أم لا ؟ إن استطاعت الحكومة الإجابة عن هذا السؤال بالنفي فعلى مجلس الأمة التحرك سريعاً لحل مشكلة هذه الفئة من الموظفين وصرف العلاوات التي يستحقونها بالإضافة إلى القيام بالتعديلات الضرورية التي يحتاجونها في مراكز عملهم.


عدد الزيارات : 4203 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق