أعلنت الإمارات العربية المتحدة يوم الإثنين، عملية تخفيض وإعادة نشر عديد قواتها في اليمن، التي مزقتها الحرب وقُتل وجرح من جرائها عشرات الآلاف من الناس.
وقال مسؤول إمارتي رفيع إن بلاده تعيد نشر وتقليص عدد قواتها في جميع أنحاء اليمن لتتحول من استراتيجية "عسكرية أولاً" إلى خطة "السلام أولاً".
وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن تقليص القوات الإماراتية تم بالتنسيق مع الحلفاء في التحالف الذي تقوده السعودية، ويدعم الحكومة اليمنية في حربها مع المتمردين الحوثيين.
وكرر التزام بلاده تجاه الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية، موضحا أن المناقشات بشأن إعادة الانتشار كانت مستمرة منذ أكثر من عام.
وشدد على أن إعادة الانتشار تتماشى مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد في ديسمبر/ كانون الأول بين الأطراف اليمنية المتحاربة.
- هل سحبت الإمارات قواتها من اليمن؟
- "قتيل و21 جريحا" في هجوم للحوثيين على مطار أبها بالسعودية
- لماذا يكثف الحوثيون هجماتهم على الأهداف السعودية؟
ومن جهته قال الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "تركي المالكي" في مؤتمر صحفي عقد بالرياض، إن الإمارات والسعودية ملتزمتان بتحقيق أهدافهما في اليمن.
ونقلت تقارير عن مسؤول حكومي يمني قوله: إن القوات الإماراتية التي تقاتل الحوثيين "أخلت تمامًا" القاعدة العسكرية في مدينة الخوخة، الواقعة على بعد حوالي 130 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينه الحديدة.
"الفروق الدقيقة"
ونقلت وكالة فرانس برس عن جيمس دورسي، الذي وصفته بالخبير في شؤون الشرق الأوسط قوله: إن إعادة الانتشار تعكس "اختلافات دقيقة طويلة الأمد" بين النهج السعودي والإماراتي تجاه اليمن.
وأضاف أن الانسحاب "يسلط الضوء على اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة الطويل بمكانتها الدولية وسط انتقاد متزايد للخسائر المدنية في الحرب".
وفقا لدورسي، فإن انسحاب الإمارات "سيعطي فرصة لظهور خلافاتها مع المملكة العربية السعودية بشكل واضح لكن الإمارات لن تعرض تحالفها مع المملكة للخطر".
وعلاوة على ذلك، قال إن القوات اليمنية المحلية والمدربة إماراتيا "ستواصل عملها على الأرض.
ونقبت الوكالة نفسها عن مسؤول يمني قوله: إن الإمارات العربية المتحدة دربت عشرات الآلاف من اليمنيين للقتال ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية" في المحافظات الجنوبية، وخاصة عدن والمكلا وشبوة.
التوتر في منطقة الخليج
ويأتي إعلان الإمارات تقليص قواتها وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران التي أسقطت طائرة أمريكية بدون طيار على مياه الخليج الاستراتيجية في أعقاب سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط التي ألقت واشنطن باللوم فيها على إيران، التي بدورها نفت تورطها في ذلك.
كما يأتي بعد أسبوع من تحذير سيناتور ديموقراطي أمريكي من أن واشنطن قد تقطع مبيعات الأسلحة إلى الإمارات بسبب تقرير يفيد بأن الإمارات شحنت صواريخ أمريكية إلى قوات القائد العسكري خليفة حفتر في ليبيا، وتنفي الامارات هذه المزاعم.
وقال السيناتورروبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إذا تأكدت أخبار صحة شحنة الصواريخ المزعومة، فسيكون ذلك "انتهاكًا خطيرًا" للقانون الأمريكي وخرقا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا بالتأكيد.
وقُتل عشرات الآلاف من الناس في اليمن، أغلبهم مدنيون، منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في مارس / آذار 2015 ، حسب وكالات الإغاثة.
وسبب القتال بحسب ما تصفه الأمم المتحدة، أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث شرد ملايين الأشخاص وباتوا في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية.