شدد وزير الخارجية البريطاني جيرَمي هانت على أن ثمة "فرصة ضئيلة" لإنقاذ الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران.
وأوضح هانت متحدثا من بروكسل بعد وصوله إليها لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "إنه ما زال أمام إيران عام على الأقل لتطوير سلاح نووي".
وقال هانت إنه ونظرائه الأوروبيين يبحثون عن منح إيران طريق للخروج بما يمكنها من العودة إلى التزاماتها في الاتفاق الذي وقعته قبل أربع سنوات.
وعلى الرغم من عدم اتفاقه مع قرار واشنطن بالخروج من الاتفاق وفرض عقوبات جديدة على إيران، قال هانت إن نشاطات إيران التي تربك استقرار المنطقة كانت السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة.
وكان وزير الخارجية البريطاني بدأ محاولة جديدة لوقف انهيار الاتفاق النووي الإيراني، وتخفيف حدة التوتر في الخليج.
وسيلتقي هانت بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع ببروكسل، لمناقشة مخاوف بشأن خرق إيران لبعض التزاماتها.
وقبيل الاجتماع، شجب وزير الخارجية الفرنسي جان ـ إيف لودريان خرق إيران لالتزاماتها في الاتفاق بنسبة تخصيب اليورانيوم واصفا ما فعلته بأنه "رد سيء على قرار أمريكي سيء".
وشهد الاتفاق، الذي يتضمن الحد من الأنشطة النووية لإيران مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عليها، هزة بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018.
وتأتي محاولة هانت وسط توتر متزايد في المنطقة بعد سلسلة من الأحداث كان أحدثها احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية.
وقال هانت السبت الماضي إن ناقلة النفط الإيرانية التي تحتجزها قوات البحرية الملكية البريطانية في مضيق جبل طارق يمكن أن يتم إطلاق سراحها في حال حصلت المملكة المتحدة على ضمانات بأنها ليست متوجهة إلى سوريا لإيصال حمولتها.
وفي اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد اليوم الاثنين، سيعمل هانت مع الشركاء الأوروبيين في الاتفاق - فرنسا وألمانيا - على تشجيع إيران على الالتزام بتعهداتها.
وفي بيان مشترك صدر قبيل الاجتماع، دعا قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
وأكدت الدول الثلاث دعمها للاتفاق.
لكنها قالت إنها "منزعجة للغاية" من الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج، وأعربت عن قلقها بشأن تدهور العلاقات الأمريكية الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي، وازدادت العلاقات الأمريكية الإيرانية سوءا، بعد تشديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات على إيران، في شهر مايو/ أيار الماضي.
من جهتها، كثفت إيران في الأسابيع الماضية من نشاطها، بتخطي الحد المسموح به من تخصيب اليورانيوم، كرد على تشديد العقوبات الأمريكية عليها.
ماذا عن التوتر بسبب ناقلة النفط؟
اندلعت التوترات بين بريطانيا وإيران في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما احتجزت قوات البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية، بسبب الاشتباه بأنها تحمل النفط الإيراني إلى سوريا وذلك في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
ونفت إيران أن تكون وجهة الناقلة "غريس 1" هي سوريا، وووصفت الاستيلاء عليها بأنه "قرصنة".
وفي مكالمة هاتفية السبت الماضي مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سعى هانت إلى طمأنة نظيره، بأن الاحتجاز "لا علاقة له بكون النفط إيرانيا".
وقال هانت إن ظريف يرغب أيضا في حل القضية، ولا "يسعى إلى تصعيد" الموقف.
وفي رد فعل على احتجاز الناقلة، هددت إيران باحتجاز ناقلة نفط بريطانية.
وفي التاسع من يوليو/ تموز الجاري، رفعت بريطانيا مستوى التهديد، الذي يواجه النقل البحري البريطاني في المياه الإيرانية في الخليج، إلى "الحرج" وهو أعلى مستوى.
وفي اليوم التالي، حاولت زوارق إيرانية اعتراض طريق ناقلة نفط بريطانية في المنطقة، قبل أن يتم تحذيرها من قبل سفينة تابعة للبحرية الملكية، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.
لكن إيران نفت أي محاولة لاحتجاز الناقلة، كما نُقل عن السيد ظريف قوله إن بريطانيا ادعت ذلك "لخلق التوتر".