> مقالات

“قطار التحدي "1

كتب : مشاري بدر القطان |
“قطار التحدي


يبدأ قطار العمر في مراحلنا الأولى وكأنّا في لعبة مسارها واحد تحوم حول نفسها بلا توقف لان من يرسم طريقها هم الأهل، حتى نكبر ونكبر ويكبر معها سكك الحديد. محطات يمر بها الإنسان يرسم خريطة حياته فالبعض يحاول جاهدا أن يجعل لرحلته هدفا وغاية، وآخر ينتظر بشوق ولهفه محطته القادمه وهذا يظل واقفا دون أن يحرك ساكنا وذاك يجلس في مقعده يتأمل بصمت الحياه عبر النافذه وهي تمر أمام عينه بسرعه البرق.                  
السؤال من منا يعرف متى ستكون المحطه القادمه نهايةً لحياته ؟ تختلف التحديات من شخص لآخر باختلاف الزمان والمكان فتكوّن لنا قصص نجاحات مختلفه، فهل من الفطنه عزيزي القارئ أن تتخيل يوما طالباً في الثانوية العامة فرحان وسعيد برسوبه في الاختبار النهائي ؟ أم انك ترى تاجرا للمخدرات يفتخر بتواجده خلف غضبان زنزانته؟ الإجابة هنا بالطبع لا، فأين التحدي في ذلك ؟ يرجع هذا كله إلى تفكير الإنسان وطموحاته وكيف يضع أهدافا ليصل إليها سواءً كانت هذه الأهداف قصيرة ام بعيدة، فهو وحده من يسلك طريقه إلي النجاح أم إلى الفشل ووحده يكوّن حاجزاً منيعاً في سجن العقل وبه يعيش الفرد أسيرا بأفكاره متوهما بعبارات سلبيه تملؤها على مسامعه أمثلة (المشكله: ما أقدر - ما أعرف - حاولت .....الخ) ماذا لو استبدلت الكلمات السلبية بأخرى إيجابية ( أنا: أستطيع - سأحاول -  أتحدى ) لأتت عليك بنتائج مذهله قد تبهر صاحبها وتدهشه فقط بتغير نمط تفكيرك لها. 
أيها الأحبه الأفاضل هناك أمور في حياتنا قد تنجح وتثمر بتكرار المحاولة لأن طريقتي في المحاولة تختلف عن طريقتك، وإسلوبي مختلف عن إسلوبك وإمكانياتنا تختلف عن غيرنا فكله توفيق من البارئ عز وجل، ولو سألنا الكولونيل ساندرز عن قصه نجاحه الشهيرة المعروفه لسلسلة مطاعم *KFC* العالمية ماذا سيقول لنا عن محطاته وكيف بدأ مشواره وإلى أي محطة وصل به قطاره. أتمنى أن تكون رحلتكم القادمه موفقة تحققون فيها الوصول لأهدافكم بأقصر سكه آمنه فالإستسلام طريق الفشل كما أن ليس للفشل قاموس أو معنى بعكس قصص النجاح فهي لا تعد ولا تحصى والطموح فيها شمعه لا تنطفئ، أبدأ فمن يرى مصائب غيره تهون عليه مشاكله ويحمد الله على نعمه، فالعاجز يتمنى لو أنه يمشي والأعمى يتلهف بأن يرى جمال هذا الكون والفقير بأن يكون غني فلا نتدخل في حكمه البارئ عز وجل ولا نتدخل في الأمور المسلمه لكن الله وحده قادرأ على ذلك فيقول للشئ " *كن فيكون*".    

عدد الزيارات : 2715 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق