> دولي

ما علاقة جريمة قتل فتاة في تايوان باحتجاجات هونغ كونغ؟


ما علاقة جريمة قتل فتاة في تايوان باحتجاجات هونغ كونغ؟

سافرت بون هيو وينغ عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها برفقة صديقها الجديد تشان تونغ كاي (20 عاماً) من هونغ كونغ إلى تايوان للإحتفال سوية هناك بعيد الحب، فالانتاين عام 2017، لكن الشاب عاد بمفرده بينما ظل مصير الفتاة مجهولاً إلى أن ألقي القبض عليه واعترف بقتل صديقته هناك.

وبغية محاكمته لارتكابه تلك الجريمة، كان لا بد من إصدار تشريع قانوني لترحيله إلى تايوان ومحاكمته هناك.

لكن التشريع الذي اقترحته حاكمة هونغ كونغ، تسبب في مظاهرات عارمة، أجبرت السلطات على تأجيل طرح التشريع إلى أجل غير مسمى. لكن كيف انتهت قصة الحب رومانسية بين شاب وفتاة بشكل مروع في تايوان؟ وما علاقة ذلك بالاحتجاجات العارمة في هونغ كونغ؟

"أول وآخر صديقة"

كانت الشابة بون تدرس فن الطبخ والتجميل، بينما كان تشان يدرس إدارة الأعمال، وقد التقيا في يوليو/تموز 2017 لأول مرة في المتجر الذي كانا يعملان فيه بدوام جزئي.

اعترفت الشابة لصديقها الجديد في أواخر عام 2017 بأنها حامل في شهرها الثاني، وصادف ذلك انتهاء الشاب من حجز الفندق وبطاقتي سفرهما إلى تايوان قبل حلول عيد الحب في 2018.

أخبرت الشابة والدتها بأنها ستزور تايوان مع صديق لها في الثامن من فبراير/شباط وستعود في 17 فبراير، دون أن تقدم تفاصيل إضافية عن رفيق سفرها.

المحتجون يتعهدون باستمرار التظاهر حتى إلغاء مشروع قانون تسليم المطلوبين إلى الصين

الشرطة تطلق عيارات مطاطية لتفريق المحتجين على قانون تسليم المطلوبين إلى الصين

المحتجون يتعهدون باستمرار التظاهر حتى إلغاء مشروع قانون تسليم المطلوبين إلى الصينمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionالمحتجون يتعهدون باستمرار المظاهرات حتى إلغاء مشروع قانون تسليم المطلوبين إلى الصين

وقبل أن يسافرا إلى تايوان عام 2018، كتبت الشابة في صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، عن صديقها الجديد: "لقد قال لي أنني أول وآخر حبيبة له".

أمضى الحبيبان عيد الحب في العاصمة التايوانية تايبيه، لكن بعد ذلك بيومين نشب خلاف بينهما طال حتى الفجر، وكان سبب الجدال هو كيفية توضيب الأمتعة داخل الحقيبة الوردية اللون التي اشترتها الفتاة.

وكتبت الشابة لأمها في وقت مبكر من يوم الـ 17 من فبراير أنها ستعود إلى هونغ كونغ ليلاً. وكان ذلك آخر تواصل بين الفتاة وأسرتها.

أبلغت الأم السلطات في هونغ كونغ في 5 مارس/آذار 2018 بفقدان ابنتها، بينما سافر الأب إلى العاصمة التايوانية بحثاً عن ابنته، وطلب من السلطات مساعدته في العثور على ابنته المفقودة.

يقول العديد من التايوانيين إنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من الصينمصدر الصورةASSOCIATED PRESS
Image captionيقول العديد من سكان تايوان إنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من الصين

دليل

عُثر على بطاقة وصول ومغادرة الشاب لتايوان في شقة الشابة في هونغ كونغ. وحملت البطاقة اسم الفندق الذي نزل فيه الحبيبان. ألقت الشرطة القبض على الشاب في 13 مارس/آذار 2018 للتحقيق معه حول مصير الفتاة.

اعترف الشاب للمحققين بأنه والضحية تعاركا حول كيفية توضيب الأمتعة في حقيبة السفر ذات اللون الزهري، وأضاف أنهما تصالحا فيما بعد ومارسا الجنس لكنهما ما لبثا أن عادا إلى الجدال حول الأمر نفسه في الساعة الثانية صباحا من 17 فبراير/شباط 2018.

ويقول الجاني إن الضحية كشفت له أن والد جنينها هو صديقها السابق، وإنها أرته مقطع فيديو تظهر فيه وهي تمارس الجنس مع شخص آخر، فثارت ثائرته وضرب رأسها بجدار الغرفة وخنقها بيديه ممسكا برقبتها من الخلف لمدة 10 دقائق حتى فارقت الحياة.

ثم وضع الجثة داخل الحقيبة مع أمتعتها ونام حتى الساعة السابعة صباحاً. تخلص تشان من أمتعة الضحية في عدد من نقاط تجميع الأمتعة المستعملة قرب الفندق.

وبعدها ركب القطار حاملاً الحقيبة ونزل في محطة زهوي على أطراف العاصمة، ثم تخلص من الجثة في بقعة أشبه بغابة صغيرة في حديقة، بعد بحث استمر مدة ساعتين عن المكان المناسب للتخلص منها.

كما تخلص من الحقيبة وما تبقى من متعلقات الضحية وأبقى على هاتف الآيفون الخاص بها وكاميرا وبطاقتها المصرفية.

استعمل الشاب بطاقة الضحية المصرفية في شراء ملابس بقيمة 647 دولاراً أمريكيا، ثم غادر تايوان عائداً إلى هونغ كونغ قبل منتصف الليل.

وخلال اليومين التاليين استعمل البطاقة وسحب حوالي 2500 دولار أمريكي من الصرافات الآلية وسدد بها ديونه المصرفية.

"افتراق"

أكد تشان لوالد الضحية أكثر من مرة أنه وبون اختلفا في تايوان وانفصلا هناك وذهب كل في حال سبيله.

وكرر الرواية نفسها أمام الشرطة في هونغ كونغ في بداية الأمر. لكن الشرطة في تايوان راجعت تسجيلات كاميرات المراقبة في الفندق الذي نزل فيه تشان وبون وشاهدوا تشان وهو يحمل حقيبة ثقيلة أثناء خروجه من الفندق.

فعادت الشرطة في هونغ إلى استجوابه، فاعترف بقتل الضحية وكشف عن مكان الجثة، ثم عثرت الشرطة في تايوان على الجثة في اليوم نفسه.

أصدر القضاء في هونغ كونغ مذكرة اعتقال بحق تشان في 13 مارس/ آذار 2018 وهو التاريخ ذاته الذي عثرت فيه الشرطة في تايوان على جثة الشابة متفسخة.

فاتهمته المحكمة في هونغ كونغ بتبييض المال، عوض ارتكاب جريمة قتل، فالجريمة وقعت في تايوان ويجب أن يحاكم هناك حسب القانون في هونغ كونغ. ولم ترد سلطات هونغ كونغ على ثلاث طلبات تقدمت بها تايوان لتسليمها المتهم، متذرعة بعدم وجود اتفاقية لتبادل المطلوبين بين الطرفين.

وأصدرت محكمة في هونغ كونغ حكما بسجن تشان لمدة 29 شهراً .

وبسبب سلوكه الحسن في السجن من المتوقع أن يُفرج عنه في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وبعد إجراء التشريح على جثة الضحية تبين أنها كانت حاملا في شهرها الرابع أو الخامس.

تجاهل

في ديسمبر/ كانون الأول 2018 نجح الادعاء العام في تايوان في الحصول على مذكرة اعتقال القاتل. فطالبت السلطات التايوانية نظيرتها في هونغ كونغ ثلاث مرات تسليمها المتهم، لكن الأخيرة تجاهلت الطلبات.

ولا تعترف الصين بتايوان وتعدها جزءا من الصين، وهونغ كونغ التي عادت إلى الحكم الصيني عام 1997 لا تربطها اتفاقية تبادل المطلوبين مع تايوان.

وقبل شهرين من حلول الذكرى الأولى لمقتل الشابة، اقترحت حاكمة هونغ كونغ كاري لام تشريعاً للسماح بترحيل المطلوبين إلى كل من تايوان والصين بعد دراسة كل طلب من قبل المحاكم المحلية في هونغ كونغ.

وفي مايو/ أيار الماضي وجهت السلطات في تايوان ضربة قوية لمساعي لام بإعلانها أنها لن تسير قدما في طلب تسليمها تشان حتى لو تم اعتماد التشريع الذي تقدمت به.

وقالت: "ما لم يتم تبديد المخاطر التي تهدد سلامة المواطنين الذين يسافرون إلى هونغ كونغ أو يعيشون هناك، تلك المخاطر الناجمة عن اتفاقية ترحيل المطلوبين الى الصين، فلن نوافق على الاتفاقية التي تقترحها سلطات هونغ كونغ".


عدد الزيارات : 678 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق