> مقالات

اعادة تقسيم الدوائر ..

كتب : خليل العريان |
اعادة تقسيم الدوائر ..


انطلق قطار الديمقراطية في الكويت بعد اول انتخابات برلمانية في العام 1963 وفق نظام ال 10 دوائر والذي استمر العمل به لغاية العام 1975 عندما تم تعطيل بعض مواد الدستور وحل مجلس الامة، وفي العام 1981 عادت ‏ عجلة الديمقراطية للدوران من جديد ولكن مع تغيير الدوائر الي 25 دائرة..
وفي ديسمبر من العام 2005 اطلق الشباب الطموح حمله ( نبيها خمسة) ولا اعرف لماذا هذا الرقم وليس اكثر او اقل، ولاننا شعب عاطفي ودائماً وابداً ردود افعالنا سريعة دون دراسة أو بحث تعاطف الكثيرين مع تلك الحملة وفاز عنفوان الشباب على الأصوات الناصحة التي طالبت بالمزيد من الدراسة ولكن .. من يسمع كلام كبار السن والعواجيز  .. هكذا ينظر لهم الشباب ولا يقتنعون بان هؤلاء العواجيز والشياب " هم أصحاب خبره " وكل التجاعيد والشعر الأبيض دليل عما شاهدوه ومروا به من تجارب.. ولكن جعلوها 5 دوائر ..
ومن وجهة نظري ان ما نعاني منه اليوم من تراجع أداء مجلس الامة طبيعي، فنحن لا نؤمن بالدراسات والبحوث بل نعشق التجارب والفزعات فالتجربة لدينا خير برهان ونحب نجرب التحسونه براس القرعان .. والجميع يتحلطم ومستاء دون ان يقدم أي حلول للمشاكل التي نعاني منها فنحن خبراء في البكاء والنواح علي اللبن المسكوب ليل نهار ..
كما أتذكر ان أصحاب حملة "نبيها خمسة" وعدوا بان هذا النظام سوف يعالج جميع السلبيات التي تعاني منها تجربتنا الديمقراطية من تفشي الواسطة والمحسوبية والفئوية والطائفية والفرعية وشراء الأصوات.. ولكن ذلك لم يحدث بل زاد الجرح ‏وانتشر المرض في الجسد الكويتي ..
لقد وصل اليوم عدد الناخبين الي 536 الف ناخب بالدوائر الخمسة وتوزيعهم غير عادل وظالم فالدائرة الرابعة والخامسة مساوية لمجموع الدوائر الثلاثة الاولى، والمشاكل تزداد حيث اصبح الأعضاء يهتمون فقط بالمناطق ذات الكثافة السكانية العالية في دوائرهم الانتخابية، ويهملون بقية المناطق، وهناك أعضاء يهتمون بالفئة او القبيلة التي يمثلونها وربعهم وديوانيتهم ومنطقتهم فقط، مما يشكل اهمال ربما غير متعمد لبعض المناطق وفئات من الشعب، ونلاحظ ان الطائفية ازدادت والقبلية تعمقت والتعينات والمناصب الحكومية أصبحت توزع بالمحاصصة وحسب التكتلات السياسية، وكل ذلك بسبب تقسيم الدوائر الانتخابية، واذا استمر الوضع على ما هو عليه فتوقعوا في القريب العاجل أن تشكل الأحزاب وتزداد التجمعات السياسية وتكون الانتماءات والولاء للحزب أو القبيله أو العائلة وليس للوطن.
إن نظام الدوائر الخمسة منع الكثيرين من أصحاب الكفاءات الوطنية من الوصول لمجلس الامة لاتساع الدائرة وكثافة أعداد الناخبين.
ويجب ان يتم إعادة دراسة الدوائر الانتخابية، وشخصيا أتمنى ان تعود الي 25 دائرة " بصوت واحد" بشرط ان لا يتدخل في تقسيم الدوائر غرفة التجارة او الاخوان المسلمين او الجمعية الثقافية، بل تكون تقسيمة الدوائر حسب تعداد الناخبين في المناطق السكنية دون محاصصة وتكون شبه متساوية..
وفي الختام نصيحة الي السادة أعضاء مجلس الامة، ان الكراسي لا تدوم لأحد بل التاريخ يذكر الأفعال التي تصنع المجد ومن يريد أن يخلده التاريخ لينزع رداء الفئوية والمصلحة الخاصة وليهتم بمستقبل الوطن وليقدم اقتراح اعادة تقسيم الدوائر ..

عدد الزيارات : 2688 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق