> مقالات

المخادعون و بائعو الأحلام

كتب : د. نبيله شهاب |
المخادعون و بائعو الأحلام

لا أدري لم خطرت ببالي تلك الزميلة والتي زاملت سنواتنا الجامعية ولا أخفي رغبتنا بوجودها بيننا لكونها تتحفنا بالمقالب والكذب المكشوف فكنا نهرب قليلاً من هم الدراسة ومسئوليته نتقمص معها شخصيات أبطال قصصها الخيالية والتي ترويها لنا دون تردد أو خوف أو خجل من أن نكتشف زيفها، نعيشها معها لتقطع تخيلنا نظرة إحدانا للأخرى ونحن نخفي تلك الابتسامة الماكرة التي تستنكر كذب تلك الحواديت والادعاءات وكانت غالباً ما تقوم بها حين يطلب منها دكتور المادة تبرير غيابها.

‏من تحفها النادرة أن جاءتنا يوماً وهي حزينة وتدعي أن عندها حالة وفاة وهي في قلق من كيفية انجاز واجب علم النفس الاكلينيكي وطلبت من احدانا وكنا نحن ٣ صديقات بمساعدتها تبرعت احدانا على الرغم من أن جدولها كان مليئاً بالمسئوليات فالى جانب كونها طالبة في السنة النهائية فهي زوجة وأم لطفلة عمرها أشهر ..
‏ذهبت زميلتنا المخادعة وهي جذلى وسعيدة بعد أن "دبست" احدانا للقيام بعملها .. لكن حبل الكذب قصير كما يقال دوما حيث وجدنا دكتور المادة يمدح زميلتنا الكاذبة على تميزها كونها حضرت جميع جلسات مؤتمر  اكاديمي كان مقاماً في الكويت .. زميلتنا تحول لون وجهها الى الوان الطيف وجلست مرتبكة ولا تنظر جهتنا بتاتا خوفا من نظرات الغضب وخاصة من صديقتنا التي تطوعت للقيام بعملها لوجود حالة وفاة عندهم كما ادعت!!
‏هدأنا من روع صديقتنا التي تمنت لو أنها أطعمتها كل ورقة واجب كتبتها عنها واوقفتها على رجل واحدة بالشمس لتشعر بصعوبة القيام بتلك الواجبات ..
‏من آخر تحف زميلتنا المخادعة ادعائها التعب داخل الامتحان النهائي لتخفي حركات غشها التي اكتشفها دكتور المادة ووبخها بكلام نخجل من سماعه .. الطامة الكبرى جريها وراء الدكتور نهاية الاختبار تترجاه أن يراعيها!!!!

‏عرفت الآن لم تذكرت تلك الشخصية بعد هذه السنوات الطويلة، فكثيراً ما نجدها متواجدة أو مختبأة  في زوايا وقتنا الراهن تلبس مع كل موقف وجهاً من النفاق والكذب يليق بالموقف وبها.

‏ وقد أبدع " أغلب "  السياسيين والمسئولين المتنفذين في ذلك، فهم من يكذب ويرسم الأحلام الكاذبة ويخدع الآخرين بها ويستغلهم أسوأ استغلال .. ويبقي المواطن البسيط في وضع المتفرج يعرف الخداع لكنه لا يعرف كيف يخرج من تحت عباءته القبيحة الرثة .. فشباك المخادعين متداخلة ببعضها البعض  وتصب في النهاية في مستنقع مصالحهم الشخصية، وقطار نهبهم وفسادهم يسير فوق أحلام البسطاء دون خجل أو وجل وكأن الوطن وخيراته ملك لهم وحدهم .. لهم الحق في نهبه دون رادع أو حتى ذرة خجل أو ضمير ..

‏د. نبيله شهاب
‏⁦‪@ns_sunshine4

عدد الزيارات : 2325 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق