> مقالات

هيئة الإعاقة .. معاقة !

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
هيئة الإعاقة .. معاقة !


    من المفترض أن يكون الهدف من إنشاء الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة هو خدمة هذه الشريحة التي تتطلب رعاية خاصة، كما أنه من المفترض أن تكون هذه الهيئة قد وُلدت من رحم وزارة الشؤون بهدف توزيع العمل والتسهيل على ذوي الإعاقة في مراجعاتهم للوزارة حيث أنه من شأن هذا التقسيم أن يخدم الشريحة المستهدفة ويسهل عليهم إجراء معاملاتهم .. خاصة إن كانت شريحة لها وضع خاص، فهل تحققت الأهداف المرجوة من إنشاء هذه الهيئة من حيث خدمة ذوي الإعاقة من المواطنين أم لا ؟ وهل حصل العاملون بهذه الهيئة على مميزات على تعاملهم مع هذه الفئة والتي تحتاج لمتخصصين وأصحاب خبرات معينة ؟ أم إن هذه الهيئة لا تسمن ولا تغني من جوع !!
    إنه لمن الضروري أن يكون لذوي الإعاقة "أصحاب الهمم" معاملة خاصة من قبل الدولة بسبب ظروفهم الصحية التي تتطلب رعاية فائقة، لكن مع الأسف نجد أن الدولة أنشأت الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لا لهذا الهدف بل لأهداف أخرى ربما تكون مجهولة وربما تكون معلومة لدى الجميع وهي هدر الميزانية وزيادة المناصب الإدارية التي من خلالها يتم ترضية فلان وعلّان، وهذا بالضبط ما سمعناه من موظفي هذه الهيئة البائسة .. فلا ذوي الإعاقة شعروا بالراحة من إنشاء هذه الهيئة ولا الموظفين، فهذه الهيئة قد جعلت أحد مقراتها في "مدرسة" وكما تعلمون أن المدرسة مجهزة لأطفال أصحّاء يستطيعون المشي والركض لمسافات طويلة وتحت أشعة الشمس المباشرة دون أن يكون لعوامل الجو مثل الحر والغبار أو البرد والمطر أثر كبير عليهم وهو الأمر الذي يصعب على ذوي الإعاقة، وهو أمر مؤسف أن لا تخصص الحكومة لهم مكاناً يتناسب مع إعاقاتهم خاصة عندما نتكلم عن مشكلة مواقف السيارات والتي تبعد مسافة طويلة عن مقرات أفرع الهيئات مثل فرع الصباحية وهو ما يضطرهم لعبور الشارع للوصول إلى المبنى التابع للهيئة، فهل أنشأت الحكومة هذه الهيئة لتعاقبهم أم لتنتقم منهم !!
    ثم لو ألقينا نظرة على أوضاع الموظفين في هذه الهيئة سنجد أنهم يعانون مما يعاني منه جميع الموظفين في كل قطاعات الدولة "ويمكن أكثر" مع العلم أن بعض موظفي هذه الهيئة هم من ذوي الإعاقة أنفسهم فهل يعقل أن تتم معاملتهم بالبيروقراطية والدورات المستندية والتعسف الذي يعاني منه الشعب الكويتي بشكل عام ؟ لقد ثارت مؤخراً قضية مكافأة الأعمال الممتازة والتي تم صرفها لبعض موظفي الهيئة العامة لشئون ذوي الإعاقة وحرمان بعضهم منها علماً بأن المحرومين ليسوا أقل من الحاصلين عليها في التقدير السنوي وهذا باعتراف الهيئة والذي أكدته في تصريح لها في إحدى الصحف، فإن كان منح المكافأة في الهيئة يتم بالمزاجية أو بالواسطة فهل هذا أسلوب جيد للتعامل مع موظفين يقومون بخدمة أشخاص لهم وضع خاص وتعامل خاص وهم "أصحاب الهمم" فضلاً عن إن بعض هؤلاء الموظفين ينتمون لهذه الفئة التي تستحق التقدير لا التعسف ؟

عدد الزيارات : 2145 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق