> مقالات

منحنى التواصل....! "

كتب : فاطمة العسيلي |
منحنى التواصل....!


حينما تفتقر علاقاتنا الاجتماعية إلى لغة الحوار البناء  التي تصل  دائما إلى نهاية مثمرة ترضي جميع الأطراف والمضي في الطريق السليم الذي يأخذ هذه العلاقة إلى بر الأمان ويحميها من عوامل الفشل والتنافر والفراق ، 
فتتحول العلاقة التي كانت تتكون من طرفين يشتركان في هدف وقضية وغاية واحدة إلى علاقة أحادية يسودها التنافر والأنانية وفقدان الرغبة في المضي قدما لتحقيق الهدف الذي من أجله تكونت وبنيت هذه العلاقة. 
وهذا يحدث في شتى أنواع العلاقات حتى تلك التي تكونت في البداية من ٱتحاد الصفات والرغبات والأهداف والفكر ، وقد يقع ذلك  حتى  في المشاعر والتي تتمثل في العلاقات العاطفية والتي  تكون  دائما في المقدمة . 
فالعلاقة التي كان أساسها الحب والتجاذب إن فقدت التفاهم والحوار والاحترام المتبادل والتقدير من كلا الطرفين حتما تصل إلى طريق مغلق مكلل بالفشل ثم الفراق. 
وظني أن ذلك يحدث بسبب الانفتاح المبالغ فيه الذي ٱقتحم مجتمعنا وعلى رأسه بالطبع الإنترنت بشكل عام وقنوات (السوشيال ميديا) بشكل خاص والتي تحولت من مجرد وسائل مفيدة في نشر العلم والمعرفة والأخبار والتعارف البناء والتواصل إلى مجرد قنوات لنشر الأكاذيب والشهرة "لسفهاء القوم"،  والتعارف الهدام والذي لطالما تسبب في فشل علاقات ناجحة ودمر عددا كبيرا من الأسر العربية ومازال !
 وذلك بالطبع للاستخدام السيء المبني على ملء  الفراغ والبحث عن طرق تعويض النقص الذي تعاني منه الكثير من الشخصيات. 
و المعضلة أن هذه القضية الكبيرة خرجت عن نطاق التحكم والسيطرة حتى من المتضررين أنفسهم لأنها بالنسبة لهم أصبحت الملجأ والمتنفس الوحيد بل وصلت لدرجة الإدمان..! 
 بالطبع لأن ذلك يتم من وراء شاشة هاتف أو جهاز لوحي وهي تعد بالنسبة لهم وسيلة مريحة وسهلة لا يضطرون فيها لبذل جهد في التغيير والعمل على حل المشاكل و المواجهة والتي إن وضعوا فيها في الواقع يخسرون لأنهم ضعفاء تعودوا على السلبية والظهور من وراء ستار لا يكشف إلى جوانبهم الطيبة إن لم تكن مصطنعة. 
وأعتقد أن علاج هذه القضية المعقدة يكمن في الإيمان والتحصين بالمبادئ التي دثرت تحت غبار الحداثة والتمدن والتطور المتهور للمجتمعات العربية المعاصرة،  ثم الاعتراف بالخطأ والتقصير مع محاولة حل الخلاف بهدوء ، والحل الأمثل هو إعطاء الأولوية للمصلحة العامة لا التي تخدم شخص واحد أو مصلحة منفردة حتى وإن بني على التضحية، فالحب والاستمرارية تحتاج تضحيات وتحقيق الغايات النبيلة تحتاجها أيضا ...
نحتاج إلى إعادة التأهيل في هذا الجانب وتغيير جملة مفاهيم خاطئة في إدارة الأزمات والحياة بشكل عام .

عدد الزيارات : 2475 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق