> مقالات

‏Lion king السياسي

كتب : خليل العريان |
‏Lion king السياسي

يعتبر فيلم الأسد الملك من أحدث الأفلام التي انتجتها شركة والت ديزني الامريكية وعرض في معظم دول العالم، ليحقق إيرادات خيالية فاقت ميزانية بعض الدول النامية، نقله نوعية في صناعة السينما حيث ان ابطال الفيلم جميعهم من الحيوانات الذين يعيشون في الغابة واستطاع المخرج ان يتحكم بهم وجعلهم يتكلمون ويرقصون ويغنون والأسد يزأر أيضاً باستخدام التكنولوجيا.
ربما يظن البعض ان هذا الفيلم مخصص للأطفال، ولكن من وجهه نظري فان الفيلم سياسي من الطراز الأول، ويتحدث في فكرته الأساسية عن الصراع على السلطة، ونلاحظ كيف حاول العم القضاء على ابن أخوه طمعا في السلطة من خلال صنع الدسائس والمؤامرات مع الأعداء لتأتي الطعنات من أقرب الاقرباء من أجل السلطة.
ولقد عرض الفيلم نموذج مهم عن كيفية إدارة شئون الدولة من خلال المحافظة على مبدأ المساواة بين جميع الرعايا، وألقن الملك ابنه الدرس عن "دورة الحياة"، وإيجاد التوازن عند التعامل مع جميع فئات المجتمع لكي تستمر في العيش والتواجد، ونلاحظ كيف أصبح الوضع وتدمرت الدولة بعد أن اغتصب الأسد "العم" السلطة وأهمل الاهتمام في دورة الحياة وقرب الضباع الذين لا تشبع بطونهم دون الاهتمام بغيرهم، وذلك هو نموذج بعض الضباع الجشعين في عالمنا والذين يكون اهتمامهم فقط في كروشهم وارصدتهم البنكية، دون مراعاة لفئات المجتمع الأخرى.
ومن اهم الدروس التي يجب ان نتعلمها أن صناعة السينما والأفلام قد تطورت كثيرا، وتستطيع أي جهة انجاز فيلم عن أي شخصية كانت وجعله يسير ويتحدث كيفما أرادوا وقد يستغل بشكل خطير لصنع الدسائس والمؤامرات من خلال أجهزة الاستخبارات المعادية في ضرب استقرار أي دولة.
وتذكرت عندما شاهدت الفيلم حال السينما العربية بشكل عام والكويتية بشكل خاص فنحن لا زلنا نقف في ذات المكان الذي وضعه المرحوم/ خالد الصديق عندما اخرج فيلم " بس يا بحر"، وكم يحزنني ان تتطور دول العالم ولا زالت الكويت متراجعة، ليس في مجال السينما فقط ولكن في التليفزيون والإذاعة أيضا، ولا أستغرب من ذلك لان الوزارة أصبحت تسيطر عليها السياسة، فالوزير منتخب من الشعب وتفكيره في القواعد والمفاتيح الانتخابية وارضاء أبناء الدائرة، وكيف نتطلع ونأمل أن تتطور وزارة الإعلام وهي تحت الضغط السياسي.

 إذا أردنا ان نعود ونبدع في الاعلام يجب ان تعود وزارة الاعلام لأهلها من الإعلاميين ويجب ان يترأسها وزير ذو خبرة إعلامية ويبعدها عن السياسة، وكم ارجو ان لا نكرر ذات التجارب الفاشلة فالإعلام هو خط الدفاع الأول عن حماية الدولة واستقرارها.

عدد الزيارات : 3606 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق