> مقالات

بصمة الأثر

كتب : المهندس/ أحمد عمر بالحمر |
بصمة الأثر

وصلت إلى بهو الفندق لآخذ مفتاح "بطاقة" غرفتي التي حجزتها بشكل مسبق عن طريق الهاتف، ثم توجهت إلى المصعد بخطوات مرهقة بعد يوم عمل طويل ، ضغطت على الرقم ستة في لوحة الأرقام  ، أنار الرقم معلناً إستجابته لطلبي.

خرجت من المصعد أبحث بين الغرف عن ضالتي ستمائة و واحد ، ستمائة و ثلاثة ..... ، وصلت ستمائة وأحد عشرة ، دخلت غرفتي كانت مرتبة ومنظمة بشكل ملفت وجميل ، ما إن تمددت على فراشي الوفير حتى أخذت هاتفي بيدي أعبث و أقلب و أتنقل بين برامجه وصفحاته ، وأثناء ذلك أشتعلت وتحولت علامة البطارية في الهاتف من الأخضر إلى الأحمر منذرةً بنفادها .

نهضت على مضض أبحث في حقيبتي عن الشاحن الذي لا يقل في الأهمية عن معجون الأسنان ، لم أجده بعدما مسحت محتوياتها ، لابد من الذهاب الى مركبتي و الاستعانة بالشاحن الآخر الموجود بها . رجعت مسرعاً لأشحن الهاتف قبل أن يلفظ طاقته وينطفىء, وصلته بالقابس وألتفت إلى فراشي ، شدني منظر غريب .....

لم يمضي على استلامي للغرفة ساعة واحدة فقط وخلال هذه الفترة القصيرة تركت أثراً ليس بالبسيط ، كتاب للشاعر نزار قباني - مائة قصيدة حب- على المنضدة البعيدة بجانب الشرفة ، مجموعة من الوسائد قد صفت على ظهر الفراش ، أمتعتي مرمية بجانب الباب ، وغيرها من البصمات .


لا حظت قوة البشر على ترك البصمات و الانطباعات بسرعة مذهلة ، تركتها خلال فترة لا تتجاوز الساعة ، فتخيل الأثر في يوم أو شهر أو سنة .....يا الهي لا أستطيع التصور . لا نستطيع التحكم بها كلها بالتأكيد ،لكن لابد من إمتلاكنا القوة في التحكم في أحدها لذلك عندما خرجت في اليوم التالي من "611” بعد إزالتي للآثار والبصمات الغير مرغوبة رششت القليل مع العطر حتى تبقى الرائحة الزكية بعد ذهابي.

عدد الزيارات : 2157 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق