> برلمانيات

مكالمات نيابية وزارية تتحوّل وعوداً.. وأزمات


مكالمات نيابية وزارية تتحوّل وعوداً.. وأزمات

المحرر البرلماني - دأب عدد كبير من نواب مجلس الأمة على مواجهة المشاكل الطارئة بمكالمة هاتفية للوزير المعني، ومن ثم يتحول فحوى المكالمة إلى تصريح نيابي نقلا عن الوزير مفاده «كلمت الوزير ووعدني بمعالجة الموضوع»! وتطرح قضية النقل عن الوزراء إشكالات وتساؤلات عدة تتعلّق بأهداف النواب من نقل الحوار الخاص، وحقيقة الوعد الوزاري الذي لا يصدقه الواقع في بعض الأحيان، ومدى علم الوزير «ورضاه» بتحويل مكالمته أو حديثه الثنائي مع النائب إلى تصريح صحافي. إبراء ذمة يشهد الواقع السياسي على تنوع مرامي النواب من تلك العادة، فبعضهم يرمي إلى «إحراج الوزير» وإلزامه بموقف محدد، والآخر يستهدف إبراء ذمته من قضية ترتبط بأجندته وقواعده الانتخابية، وثالث يكتفي بإرضاء الشارع عبر إشعاره بجدية متابعة الملف وتواصله المباشر مع الوزير المختص. ويرى بعض النواب أن هذه الطريقة بمنزلة الخط الساخن بين الناخب والوزير، بواسطة عضو المجلس بوصفه ممثلا للشعب، وحلا سحريا لطمأنة الشارع بشأن القضايا العارضة والطارئة، وإيصال رسالة للوزراء في المقابل بأن القضية محل التواصل في بؤرة الاهتمام والرقابة البرلمانية. ففي أزمة وفاة الطفل عبد العزيز الرشيدي، سارع النواب فيصل الكندري ونايف المرداس والحميدي السبيعي ومحمد الحويلة ورياض العدساني بإعلان تواصلهم مع وزير الصحة، والنقل عنه «اتخاذ إجراءات التحقيق اللازمة». وقبل أيام قليلة، أعلن النائب مبارك الحجرف أنه تواصل مع وزير التجارة خالد الروضان بخصوص ما وصفه الظلم الواقع على العاملين في صندوق المشاريع الصغيرة، ونقل عن الوزير «وعداً» بحل مشكلتهم في أسرع وقت. وفي 8 أغسطس الجاري، نقل النائب محمد الحويلة وعد وزير البلدية فهد الشعلة باتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة ما اعتبره النائب حملة تسويق إعلاني غير رشيدة، وبعد أسبوع تقريباً أصدر الوزير بالفعل تعميما يشدد الرقابة على إعلانات الشوارع وفق الآداب والشريعة. ومن أمثلة ذلك أيضا ما ذكره النائب رياض العدساني في نهاية مايو الماضي على لسان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، بشأن مراجعة قرارات الخدمة المدنية، ومنها قرار حظر تسجيل الكويتيين المستقيلين لمدة عام من نظام التوظيف، ليعلن ديوان الخدمة المدنية لاحقا أنه «لا حظر من الأساس»! وقبلها بثلاثة أشهر، أعلن النائب نايف المرداس على لسان وزير الإعلام محمد الجبري - بعد التواصل معه - أن الوزير لم ولن يصرح لفرقة من المثليين بإقامة أي حفل داخل الكويت. تغريدات نيابية تنقل تعهدات وزراء في قضايا شتى | «تويتر» أزمة واستجواب وشهدت نهاية دور الانعقاد الماضي تحول الوعد الذي نقله النائب محمد هايف على لسان وزير المالية د. نايف الحجرف إلى أزمة ومن ثم إلى استجواب وطلب طرح ثقة، وذلك عندما نقل النائب عن الوزير أنه تعهد صراحة بإلغاء الربا في فوائد استبدال المعاشات، وبناء على ذلك سحب هايف توقيعه من طلب طرح الثقة في جلسة استجواب الوزير، إلا أنه عاد ليستجوبه بحجة عدم الإيفاء بالوعد. ويرى مراقبون أن آلية التعاطي الوزاري النيابي مع الوعود الهاتفية تتقاطع مع الدور المفترض للناطق الرسمي باسم الحكومة، إذ يلعب النواب في كثير من الأحيان دور هذا الناطق من خلال نقل وعود الوزراء أو قراراتهم المرتقبة في قضايا متداولة عبر وسائل التواصل أو متفاعلة في الدواوين. وتتنوع القضايا وتتعدد الأمثلة، وتبقى قضية «وعدني الوزير» أداة سياسية متعددة المرامي يستخدمها النواب، وربما يحتاجها وزراء أيضا، من أجل تخفيف حدة احتقان عبر نواب موالين، إلا أن مصداقية الناقل والمنقول تظل على المحك.8

عدد الزيارات : 1218 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق