> مقالات

إشراقة حياة

كتب : فاطمة العسيلي |
إشراقة حياة


ياله من مشهد خلاب ساحر حينما يولد الصباح طاردا سواد الليل الحالك ، وتساقط قطرات الندى من السماء تندي الأشجار والنباتات والأشياء، تأخذ معها في سقوطها  غبار الإرهاق فتبدو وكأنها تغسل الدنيا من حولك  من الملوثات والتعب فيتنفس الكون بانتعاش وتألق ثم  ترى شروق الشمس في الأفق العالي بعد أن صبغت ناحية الشرق باللون الأحمر الداكن، ثم يأخذ في الانفتاح رويدا رويدا حتى يتدرج إلى درجات الذهب متمثلا في أشعة الشمس الذهبية المشرقة تراها وكأنها فتاة جميلة أطلت عليك من أعالي السماء بجمال ساحر خلاب ، فتراها وهي تسدل شعرها الذهبي الطويل على جانبي وجهها الفاتن  فتغمر الكون بدفئ عجيب وكأنها أحاطت الكون بزراعيها وضمته ضمة الحبيب لحبيبه..! ، وياويلي لو شاهدت هذة اللحظات الساحرة  واستمتعت بروعة الطبيعة تحت قطرات مطر خفيف ، فتخرج من نفسك مسرعا..! ، تتحرر من كل القيود وتحطم كل الحواجز وتقف وكأنك وحيد في الكون عاريا تتمتع بحرية فريدة من نوعها فتراقص الريح تحت ذرات المطر الحنون وشروق الشمس الدافئ والنسيم العليل وأنت تدور 
 وذراعاك مرفوعان على إمتدادهما ووجهك ينظر للسماء وقد غمرته إبتسامة راحة وسعادة  تشعر وقتها وكأنك فوق السحاب والكون أسفل منك ، تدور وكأنك تطير مع الطيور المهاجرة في الأفق العالي تكاد تلامس السماء ، تتمنى ان تكون واحدا منها، تعيش حياتك في السماء تتمتع بحرية طليقة ليس لها حدود ولا تحكمها قوانين ، تفرد جناحيك على امتدادهما تداعب الريح وتداعبك تسير دون طريق مرسوم ، تحط في الجزر البعيدة التي لم تلوث بعد بأقدام البشر ، تستمتع وحدك بفطرة الكون التي خلقه الله عليها ،تتنقل من جزيرة لجزيرة وتقطع المحيطات وتلامس أسطح الحيتان والأسماك الكبيرة وهي تطل برأسها خارج المياه لتتنفس الهواء المشبع بالحياة ،  وتلاطم الموج العالي ثم اذا ارتفع حتى ظننت انه كاد ان يلامس السماء فتهرب  مسرعا خوفا من أن ينطبق عليك فتغدو قتيلا في أحضانه ، جميل شعور الحرية والأجمل أن تستمتع به وحدك في عالم لا يعرفه غيرك .

عدد الزيارات : 1575 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق