> مقالات

أنا والواقع

كتب : فاطمة العسيلي |
أنا والواقع


كثيرا ما يحدث أن نسيء الاختيار في أمور حياتنا أو نتسرع في إتخاذ قرار ، والعجيب أن هذا يحدث دائما في الأمور المصيرية التي ترسم ملامح مستقبلك وحياتك بشكل عام .
الأصعب في الأمر أنك في كل مرة تعيد تكرار أخطائك في رؤيتك وتقديرك للأمور وتقييمك للجوانب التي عليها تتخذ قراراتك .
ومن وجهة نظري وأخذا بتجارب الحياة أن هذا دائما يحدث لمن هم يبنون اختياراتهم على الوجه الأكبر والأول والأمثل بالنسبة لهم وهو.. المشاعر! .
 فلطالما خسر هؤلاء  وفي نهاية كل قرار أو إختيار خاطئ أو الخوض في تجربة كانت نهايتها الفشل، يعتزمون على التغيير وعدم الوقوع في نفس المنحنيات الوعرة مرة أخرى ، 
لكن هيهات...! يعد هذا حلما صعب المنال  (التغيير والفوز المشروع) . 
 نعم.. لطالما نبني قرارات فاشلة في حياتنا، وسبب الفشل أنها تبنى على العاطفة والإنسانية ثم  المبادئ التي لم يعد لها وجود  إلا من رحم الله، مثل.. الثقة، وحسن الظن بالناس، واتباع حسن النوايا ، لكن للأسف بعد الوقوع في الفخ والخسارة،  تكتشف أنك تتبع هذه الطريقة مع أناس من كوكب آخر.! لم يتعلموا هذه الأخلاقيات ولم يتزينوا بها سابقا لأنهم من كوكب كنت تجهل وجوده على تلك الأرض النابضة بالحياة، فلقد نشأوا في بيئة ترابها الكذب وهوائها النفاق و هدفها الأول والأخير الدنيا وغايتها أنا ومن ورائي الطوفان..! ، فأين ستذهب يامسكين في وسط هؤولاء!؟
الآن في ذلك العصر إذا أردت أن تنجح يجب إتباع الطرق الحديثة المتطورة الراقية! مثل العلمانية الباحتة، والرأس مالية، والتملك والسيطرة  والنفاق  والرشوة والواسطة والمحسوبية والصعود على رقاب الخلق وشراء الزمم..، ! لكي تجد لك مكانا في هذا الكوكب العجيب يجب  أن تتبع هذه الخطى في مسيرك حتى تصل لمبتغاك هذا وللأسف الشديد وإن لم تستطع إتباع تلك الخطى يكون مصيرك في الدرك الأسفل من الدنيا ، ولن تحقق طموحاتك وآمالك في تلك الحياة  لكن..، 
يظل دائما الأمل موجود والسعي مطلوب ، فلنخلص النية ونتوكل على الله نحاول ونحاول حتى نفوز مهما طال الزمن فلا تغيير دون سعي مكلل بقوة العزم والرغبة في النجاح حتى نحقق أحلامنا
وخير ما نختم به.. 
حديث النبي صل الله عليه وسلم الذي قال فيه المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .

عدد الزيارات : 2268 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق