> فن وثقافة

من الذاكرة خَرْسَان


من الذاكرة خَرْسَان

عندما تتشبع ألواح السفينة الخشبية بماء البحر، خاصة التي مكثت في الماء فترة طويلة، يقال «السفينة خرسانة»، أي تشبعت ألواحها بالماء، وتلتصق الطحالب البحرية بجزئها الأسفل، مما يؤثر في سرعتها، ولذلك يتطلب تنظيف أسفلها، وأثناء العمل تسمع كلمات مثل: إلى متى ونحن ننظف الخرسانة، وأي خشب إذا تشبع بالماء فهو خشب «أخرس»، وحتى أي شيء إذا لم يسمع له صوت كسحابة ليس لها صوت رعد، وحتى اللبن الخاثر في القدر لا صوت له فهو لبن أخرس، وحتى الجوعان إذا سكت ولا طاقة له على الحديث يقال له: أصابه الخرس وسكت، وحتى المرأة النفساء إذا لم يكن أحد بجانبها ويساعدها فهي تقوم بنفسها يقال: اتخذت هذه الخرسانة لنفسها عملها لكي لا تتعطل، ويقال المثل: «تخرسي يا نفس لا مخرسة لكِ». كل شيء إذا تخرس لا يصلح، وحتى الأرض التي تخرس أي لا تصلح للزراعة فهي خرسانة، وهناك من يدهن أسفل السفينة (القاع) كل سنة للحفاظ على خشبها وعلى سرعتها، لأن الخرسة تخفف من سرعتها، والسفن المصنوعة من الألمنيوم تدهن بالصبغ الخاص وعادة يكون اللون أزرق لحمايتها من الخرسانة (الطحالب)، وغالباً ما يلتصق مع الطحالب (الخرسان) النو أيضا يلصق بحبال السفينة ويختلط مع الطحالب، والنو عبارة عن قشور القواقع ويشبه القواقع الصغيرة ويتكون النو من أملاح البحر. قديما كان الخرسان ينظف والنو بالصنفرة تسمى «كاغدجام» والصخين الصغير، وهو مجراف يدوي يجرف التراب والطين وكل ما يعلق بالجسم، وهناك من يسميه مسحات أو مشحاف، ومن المهتمين بسفنهم من ينقلون السفينة إلى الأعلى بعيدا عن الماء ثم يقومون بالتنظيف بعد أن تنشف الطحالب (الخرسان) والنو، والعامل الذي يقوم بالتنظيف مدلل يأخذ أجره مع 3 وجبات من الأكل وحتى الخشب المتشبع بالماء عندما يضرب بالمطرقة أو يقص بالمنشار إذا فقد رنينه فهو أخرس، وأيضا الحبل الذي يربط السفينة إذا التف حوله الخرسان يسمى حبل (بَري) خرسان، والحبل الذي تربط فيه السفينة من الأمام بالبر لمنعها من الحركة يسمى عتاد، وهو من أقوى الحبال أيضا يخرس بالطحالب والنو.



عدد الزيارات : 1458 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق