> مقالات

"وأد".. الديمقراطية .. بالخمسة

كتب : خليل العريان |

انتشرت الديمقراطية في العالم لتصل لنا بعد استقلال دولة الكويت وكان من المفترض ان نختار الأفضل والانسب لنا كشعب عاش ومارس الحرية والديمقراطية في حياته منذ تاسيس الدولة منذ مئات السنين، ولكن للاسف رغم مرور أكثر من 50 عام علي إستقلال الكويت وممارستها للديمقراطية الا أننا لازلنا نعيش مرحلة التجارب، واليوم وبعد اكثر من 12 عام من تطبيق نظام الدوائر الخمسة الفاشل بشتى المعايير والمقاييس والذي لا يعكس ارادة الشعب الحقيقية في اختيار من يمثلهم يجب علينا أن نعمل علي اصلاح نظام الدوائر الانتخابية واعادته الي النظام السابق (25 دائرة) بصوت واحد كمرحلة إنتقالية، فمع احترامنا للشباب الذين قادوا حملة ( نبيها خمسة ) الا أنهم هم السبب فيما نعاني منه اليوم من تراجع في اداء نواب مجلس الامة.

ان نظام الدوائر الانتخابية هو الذي يحدد ديمغرافية وتركيبة مجلس الامة وتقليص عدد الدوائر من 25 دائرة الي 5 دوائر كان خطأ كبير، نعاني منه ومن سلبياته ومخرجاته، فلقد كان لأصحاب الحملة غايات نبيلة ولكن لم يحققها تغيير وتقليص عدد الدوائر، ونتدكر عندما صوت مجلس الامة بالموافقة علي تغيير نظام الدوائر الانتخابية الى خمس دوائر رضوخا لطلب الشباب قال المرحوم جاسم الخرافي كلمة مهمه ولكن للاسف عنفوان الشباب لم يستمع اليها ..قال "ان تقسييم الدوائر الانتخابية الي خمس دوائر يعني بأن من سوف ينجح في مجلس الامة اما ان يكون تاجر او عضو في حزب " وتلك هي حقيقة ما نشاهدة اليوم حيث قضى نظام الدوائر الحالي علي طموح الكثير من الشباب الذين يأملون في المنافسة علي عضوية مجلس الامة وأصبحت الامكانيات المادية حجر عثرة أمام طموح الكثير من السياسيين الشباب وأصبحوا بحاجة الى دعم مادي لخوض الانتخابات. 

واليوم ونحن علي أعتاب بداية دور انعقاد جديد واخير للمجلس الحالي نأمل من اعضاء مجلس الامة اصلاح الدوائر الانتخابية واعادتها لنظامها القديم، فالاوضاع الاقليمية والمحلية تحتم علينا السرعة في اتخاذ القرار ولسنا بحاجة الي ضياع المزيد من الوقت لكي نقتنع بأن الدوائر الخمسة فشلت فشل ذريع فذلك واقع نعيشه اليوم ونعاني منه ويجب ان نخرج الديمقراطية من الحفرة العميقة وننقذها من الوأد قبل فوات الأوان.



عدد الزيارات : 1179 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق