> مقالات

"حنين"

كتب : فاطمة العسيلي |

هناك لحظة نمر بها جميعا ، نفقد فيها السيطرة على حياتنا ، فتصبح مسوقة بالقدر . 

في تلك الحظة بالذات نعيش قول الرسول الكريم (واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ ، وما أصابَكَ لم يَكُن ، ليُخطِئَكَ)  ولا نخاف أن نحلم  بكل ما نتمنى تحقيقة في الحياة ، نظل  نحاول أن نتذكر أحلامنا التي حلمنا بها منذ الصغر ولم تتحقق بعد ، حتى لا تنمحي من ذاكرتنا ، نسترجع ذكرانا التي دفنت في أعماق عقولنا وغطى عليها غبار الزمن بابتسامة وحنين للماضي السعيد ، نتذكر حينما كنا نرسم أحلامنا على الرمال الدافئة  على شواطئ الأيام ،  على زجاج  نوافذنا  في ليالي الشتاء الباردة ، أو على أرض خطتها أقدامنا الناعمة منذ نعومة أظافرنا ، أو في كراسة الرسم  أيام الدراسة والطفولة البريئة وأحيانا كنا نرسمها على جدران منازلنا ، كنا نحاول تجسيد السعادة في دمية من القماش صنعتها لنا أمهاتنا ، أو حلوى كنا نفضلها ونحبها نذوب مع حلاوتها لحظة ذوبانها في أفواهنا ، أو لعبة رسمناها وشرعنا في مشاركتها بعضنا بعضا ، في ساعة حلمنا أن يتزين بها ساعدنا ولم نستطع شرائها فرسمناها بالقلم على أيدينا ، بفستان تمنينا أن نرتديه فقالت لنا والدتنا بقدوم العيد سوف أصنعه لكم  فرسمناه على أوراقنا ، كانت أحلامنا بسيطة وإن لم نستطع تحقيقها كنا نحاول صنعها بطريقتنا ثم عيشها والاستمتاع بها ! كم كنا بسطاء شفافين تدفعنا براءتنا بقوة إرادتنا على صنع عالمنا الخاص من قلب المستحيل .
في اللحظة التي ذهب فيها عقلي لتذكر أحلام الطفولة البسيطة البريئة ، خطر في ذهني عدة تساؤلات لم أجد لها إجابة ! 
أين تذهب بساطتنا وبراءتنا عندما نكبر !؟
ما هي الأسباب التي تغيرنا وتسرق منا تلك الكنوز النادرة !؟ 
لم لا نظل على تلك السجية الجميلة حينما نشب ونكبر!؟
 لا ٱؤمن بأن الدنيا تتغير فنتغير معها! ، فمن يتغير هو نحن .
نحن من نصنع عالمنا ونشكل حياتنا .
الشاهد في الأمر :
أننا حينما كنا صغارا كانت لنا القدرة على تحقيق أحلامنا وإن لم تتحقق كنا نحاول تجسيدها في أمور عدة وكنا سعداء !
فلم نفقد تلك القدرة حينما نكبر ونحقق أمنياتنا في إمكانية المتاح لدنيا ونغضب ونصاب بالاكتئاب والإحباط ونحمل أنفسنا مالا نحتمل من ضغوطات الحياة! 
الدنيا بسيطة وصناعة الأحلام أبسط فقط دعونا نعزز الرغبة في تحقيقها ونقوي إرادتنا الدفينة في أعماق دواخلنا . 
ٱصنعوا أحلامكم واستمتعوا  بها وإن كانت في قطعة حلوى تأخذنا لذكريات الماضي الجميل .

عدد الزيارات : 1623 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق