> مقالات

الإمام الخميني والنفيسي

كتب : ناصر العبدلي |
الإمام الخميني والنفيسي

تابعت حلقات الصندوق الأسود التي أستضاف فيها الإعلامي المميز عمار تقي د. عبدالله النفيسي للحديث  حول ذكرياته ، وقد بدا تقي خاصة في الحلقتين الأوليتين رغم قدرته الإعلامية الواضحة " منبهرا " ربما بسبب شخصية النفيسي وحضوره " المسرحي " الطاغي في اللقاءات التلفزيونية ، إلا أنه تمكن في بقية
الحلقات من إستعادة زمام المبادرة .
أكثر ما شد إنتباهي في الحلقات هو محاولة د. النفيسي
التقليل من حضور الأمام الراحل مصطفى بن أحمد
الموسوي الخميني السياسي والديني رغم أنه نسب
الموقفين للأمامين موسى الصدر ومحمد الحكيم ، إلا
أن طريقة تناول الموضوع أن هناك موقفا خاصا
للدكتور النفيسي من الإمام الراحل ، ولا أعرف إذا
كان هذا الموقف تفرضه أجواء اللقاء ومجريات
الأحداث أم غير ذلك .
والحقيقة أن الإمام الخميني حتى في ذلك الوقت المبكر
ليس كما أوحى د. النفيسي بل كان مرجعا دينيا
ومجتهد وفقيه ، ولديه الكثير من الكتب الفقهية
والسياسية ، وقد تمكن من تطوير نظرية ولاية الفقيه
الموجودة أصلا في بعض الكتابات القديمة لفقهاء
الشيعة ، كما درس في الحوزة العلمية بقم ، وفي
النجف عندما طرح لأول مرة فكرته عن تلك النظرية
( ولاية الفقيه ) التي كانت أساسا للجمهورية الإسلامية
في إيران .
الإمام الخميني أول من قارع الشاه ونظامه " السلطوي
" ، وقد تمكن في تلك المقارعة من حسم موقف الحوزة العملية في قم ، والبداية عام 1962 ، عندما
تصدى بقوة ضد لائحة مجالس الأقاليم والولايات ، التي تضمنت مساسا بثقافة الشعب الإيراني ، عندها إنطلقت المسيرات الشعبية الحاشدة في قم وطهران والمدن الأخرى ، مما أضطر حكومة الشاه في ذلك الوقت إلى التراجع ، وكان هذا الفعل مؤشرا على
القدرة في تحريك الجماهير . ماجرى في ذلك العام كان " بروفة " لما سيحدث
لاحقا ( عام 1979 ) ، عندما أطيح بالبلهوية ( الشاه
محمد رضا ) ، والشروع في بناء الجمهورية الإسلامية في إيران ، وليس من باب المبالغة القول أن الإمام الخميني كان موجودا في كل مفصل من مفاصل الثورة الإسلامية على الشاه ، لا بل كان موجودا في كل إنعطافها من إنعطافاتها ، حتى حين خاف بعض مكوناتها من عدم نجاحها، وليس كما حاول د. النفيسي
الإيحاء بأنه شخص " مغمور " و " مشوس " .

عدد الزيارات : 1005 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق