> فن وثقافة

الرفاعي: على الروائي أن يزن كلماته بميزان الذهب


الرفاعي: على الروائي أن يزن كلماته بميزان الذهب

محمد حنفي - أجرى طلاب وطالبات جامعة الخليج نقاشاً ساخناً مع الروائي طالب الرفاعي حول روايته «حابي»، الصادرة أخيرا والتي تدور حول تحوّل فتاة كويتية إلى شاب. النقاش الذي أقامه «نادي بيان الثقافي» في الجامعة تطرّق إلى الكثير من الموضوعات حول الأدب والرواية والقراءة. في بداية النقاش، سأل الطلاب الرفاعي عن كيفية اختيار قضية شائكة في المجتمع الكويتي موضوعا لروايته، فأجاب قائلا: أي رواية تبدأ بفكرة، والرواية تدور حول فكرة حقيقية سمعت بها في أحد المجالس، ثم عرفت بطلها عن قرب، فتاة كويتية تتحوّل إلى شاب، قضية مربكة وشائكة حقا، هنا ولدت فكرة تحويل الواقعة إلى رواية، وسبق كتابة الرواية شهور من البحث المضني عن المتحوّلين جنسيا من وجهة النظر القانونية والطبية والدينية. قضية حساسة وسأل الطلبة الرفاعي عن تفاصيل الرواية التي تتعلق بقضية حساسة في المجتمع الكويتي، وما قاله وما أخفاه من تفاصيل، فرد الرفاعي: على الروائي عندما يتعلّق موضوع روايته بقضية ينظر اليها المجتمع بتوجس وحيرة، أن يختار كلمات ويزنها بميزان من ذهب، الكاتب الجيد هو الذي يخرج نصه على مقاس الفكرة من دون نقصان أو حشو يشعر القارئ بالملل، هناك تفاصيل ينبغي ألا تظهر في العمل بالطبع، مثل الاسم الحقيقي لبطل الرواية، حيث اخترت له اسم «ريان». لماذا لم يطلق المؤلف اسما جديدا لبطل الرواية (ريان) بعد عملية التحوّل؟ فرد الرفاعي بان «ريان» كانت فتاة في الواقع، لكن الحقيقة، كما تقول كل التقارير الطبية انها ولد، وأن عملية التحوّل التي حدثت لها كانت عبارة عن علاج لمرض، وعندما يقوم مريض بإجراء عملية لا يقوم بتغيير اسمه، ولذا جاء هذا الاسم «ريان» الذي يصلح للشاب والفتاة في الوقت نفسه. تقبل المجتمع للرواية وعن مدى تقبل المجتمع الكويتي للراوية، قال الرفاعي إنه ليس لديه إحصائيات لقياس هذا التقبل، لكن الرواية صدرت في الكويت عن «ذات السلاسل» وفي مصر عن «دار الشروق» ووصلت الى دول عربية عدة، مثل السعودية، وكانت ردود الفعل تؤكد تقبل الكثيرين للرواية، الكثيرون تعاطفوا مع بطلها من منظور انساني، الرواية رحلة معاناة لبطل الرواية واسرته، فالجميع تكبّدوا العناء المعنوي والأدبي والاجتماعي خلال هذه الرحلة. وسئل الرفاعي: لماذا اختار «تحوّل بنت إلى ولد»، وليس العكس موضوعا لروايته؟ فأجاب: لأن الواقعة التي سمعها بنفسه كانت لتحوّل فتاة إلى ولد، وربما كان هذا الأمر أخف وطأة له كروائي في معالجة الموضوع، لأن المجتمع الذكوري الذي نعيش ربما كان سيرفض ويهاجم فكرة «تحوّل ولد إلى بنت». فوائد القراءة في سؤال أخير للزميل د.محمد النغيمش عن الفوائد التي جناها الرفاعي كقارئ محترف، حث الرفاعي الطلاب والطالبات على حب القراءة لأنها ستكون سبب تميزهم في المجتمع عن اقرانهم الذين لا يقرؤون، وقال إن القراءة تحقق المعرفة والمتعة وتساعد على فك رموز لغز الحياة، وتمنح القارئ مزاجا مختلفا يعينه على التعايش مع وحشة الحياة اليومية.



عدد الزيارات : 1092 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق