> فن وثقافة

ليلة «الأطلال» «سلطنة».. وإبهار بصري


ليلة «الأطلال» «سلطنة».. وإبهار بصري

حافظ الشمري - صوت طربي ساحر تناغم ووقع الألحان والكلمات والموسيقى الخالدة، مستعيدا مسيرة فنية راسخة في الوجدان العربي وقصته مع قصائد الحب الاستثنائية التي عبر عنها ملحنون أفذاذ ليضاهوا تجاربها العاطفية، أدتها من قبل سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ذلك الأداء الآسر الدرامي الذي عرف عنها طوال مسيرتها. هي ليلة «الأطلال»، التي أحيتها فنانة الأوبرا المصرية مي فاروق، على خشبة المسرح الوطني، بقيادة المايسترو عماد عاشور والفرقة الموسيقية، ضمن الموسم الثقافي الثالث لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لا وقوفا على أثر قديم (كما يشير معنى كلمة الأطلال) بل إحياء لما يبقى في الذاكرة البشرية، مع ثلاث أغنيات متتالية غنتها فاروق من أعمال كوكب الشرق. صورة مغايرة الأداء المميز لمي فاروق، على مدى ساعتين متتاليتين، جاء منسجما مع التجديد اللافت في العرض، الذي أتى مختلفا عن العروض السابقة «كلثوميات» المقدمة في الموسمين السابقين، فكانت الصورة مغايرة محتوى وشكلا. «أنا في انتظارك» في الوصلة الأولى، لمسنا رؤية كلاسيكية للحفلات الغنائية أيام زمان، المتسمة بالبساطة والأصالة، حيث الفرقة الموسيقية والمطربة يؤديان أمام الجمهور من مساحة قريبة منه. وقدمت فاروق أغنيتين متتاليتين من أجمل ما غنت الفنانة الراحلة الكبيرة أم كلثوم، الأغنية الأولى «أنا في انتظارك» من كلمات الشاعر بيرم التونسي ومن ألحان زكريا أحمد، وهي من مقام «الحجاز»، وهذه الأغنية يعود أقدم تسجيل لها إلى عام 1944، عندما غنتها «كوكب الشرق» في النادي الأهلي بحضور الملك فاروق. «أمل حياتي» أما الأغنية الأخرى «أمل حياتي» فهي من مقام «الكرد»، كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وقد قدمتها فاروق بأداء مميز، فالأغنية تختلف من حيث لحنها العصري وجملها القصيرة الراقصة. غنتها أم كلثوم للمرة الأولى عام 1965 على خشبة مسرح سينما النيل في القاهرة، وبعدها غنتها قرابة ست عشرة مرة في حفلاتها المتعددة. متعة بصرية وبعد استراحة قصيرة مدتها عشرون دقيقة، اختلف المشهد البصري تماما عن الوصلة الأولى، حيث شاهدنا إمكانات تقنية عالية نسجت مشاهد معبرة عن وحي القصيدة وخيالها، اعتمدت على جماليات معمارية مهيبة مع تعدد مصادر الإضاءة، إضافة إلى رقصات مصورة معبرة، ترجمت رائعة «الأطلال» للشاعر إبراهيم ناجي والموسيقار رياض السنباطي، وهي من مقام «هزام»، وغنتها فاروق بـسلطنة طربية تجاوب معها الحضور حتى النهاية. «أعطني حريتي» كتبت الرائعة الغنائية «الأطلال» في الأربعينات لكن لم تقدم كأغنية إلا في الستينات وتحديدا في عام 1966، والقصيدة كتبت في ديوانين مختلفين للشاعر إبراهيم ناجي، فبعض أبياتها من ديوان «ليالي القاهرة» والأخرى من ديوان «وراء الغمام»، لكن الموسيقار رياض السنباطي دمج أبيات القصيدتين معا في نص واحد، ولحنها وأبصرت النور بعد وفاة كاتبها بنحو 13عاما، هو الذي كان يتمنى أن تغني كوكب الشرق كلماته يوما ما، ومن أجمل أبياتها: أعطني حريتي أطلق يديا إنني أعطيت ما استبقيت شيئا آه من قيدك أدمى معصمي لمَ أبقيه وما أبقى عليا رعاة النجاح انطلاقا من دعم الحركة الثقافية والسياحية والفنية في الكويت، والمشاريع الإبداعية التي تعزز القيم الهادفة في المجتمع، وتشجيع الفعاليات التي يقوم بها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ورسالته الثقافية، حرص رعاة النجاح: شركة زين الكويت، الخطوط الجوية الكويتية، مجموعة التمدين، على رعاية تلك العروض الفنية التي استحضرت روائع الفن الطربي العربي الأصيل. مسيرة فنية للمطربة مي فاروق نسب عائلي فني، حيث ورثت جمال الصوت والموهبة من والدها، وآمنت والدتها بموهبتها وشجعتها منذ الصغر، بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، فقد انضمت إلى كورال الأطفال بدار الأوبرا المصرية، وتتلمذت على يد المايسترو سليم سحاب، وعندما التقت الجمهور للمرة الأولى على مسرح دار الأوبرا المصرية لم تكن قد تجاوزت الثامنة من عمرها. وحصلت فاروق على المراكز الأولى في العديد من المسابقات الغنائية في المهرجانات الفنية التي تقام في الدول العربية. وأحيت العديد من الحفلات الغنائية في المغرب وتونس وليبيا والبحرين وقطر والأردن وسلطنة عمان ولبنان وفرنسا وبريطانيا والنمسا، وكانت أول من افتتحت حفلات «كلثوميات» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في مارس من عام 2017، كما أحيت حفلا غنائيا آخر في العام التالي ضمن فعالية «كلثوميات» أيضا.



عدد الزيارات : 756 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق