> فن وثقافة

هاشتاغ 3».. ارسم العالم بحُرّية


هاشتاغ 3».. ارسم العالم بحُرّية

مهاب نصر - أول ما يبادر الزائر لمعرض «هاشتاغ 3»، الذي أقامته جمعية الكاريكاتير الكويتية أول من أمس، هو الرحلة التي قطعها هذا الفن على يد جيل جديد، هو جيل مواقع التواصل، لا وسائل الإعلام التقليدية، كما هو جيل التقنية الحديثة والديجيتال، جيل ليس مأخوذا فقط بالتعبير عن موقف سياسي أو اجتماعي، كما كانت حال رواد الكاريكاتير في الصحف، حيث التلميح والرمز بخطوط بسيطة ومؤثرة، بل هم مشغولون أيضا بمشكلات استجدت كظواهر العنف والخصومة والفساد الإداري، مشكلات جيل يتابع على مواقع التواصل ظواهر الأنانية، كما يتابع أيضا التعليقات الساخرة في عالم يختلط فيه العنف بالتهكم. ثمة فنانون شباب يشاركون للمرة الأولى، مثل الفنان راشد الخلف، تخصّصوا في رسم البورتريهات للشخصيات العامة بطريقة الكاريكاتير، ومثله الفنان خالد الخشتي، غير أن الأخير يشارك للمرة الثالثة، والذي يرى في تضخيم الملامح الضاحكة تعبيرا ملائما لموهبته بعيدا عن القضايا الاجتماعية والسياسية. ويعتبر الفنان حسين الصراف أن هذا اللون من الفن فيه متعة أكثر، وبسؤاله إن كان قد مارس رسم البورتريهات بالطريقة الكلاسيكية المعهودة، قال إنه قام بذلك فعلا، ولكنه وجد نفسه في هذه الرسوم المرحة. تحوُّل كبير نحن أمام نقلة نوعية، يتداخل فيها فن الكاريكاتير التقليدي وفن الكوميكس. وهو ما يلفت إليه الفنان بدر المطيري، أمين سر جمعية الكاريكاتير الكويتية، في حديثه لـ القبس: «تحول هذا الفن اليوم إلى صناعة، فيمكن لرسمة بسيطة أن تتحول إلى ألعاب للفيديو جيم أو تدخل في صناعة الملابس أو الأفلام، وهو ما حدث أيضا بتحول بعض رسوم الكوميكس إلى أبطال في قصص مصورة مسلسلة، أو مسلسلات درامية، أو أفلام تدر الملاييين من الدولارات». جمعية الكاريكاتير الكويتية تتولى من جهتها مهمة احتواء الفنانين الشباب في هذا المجال، كما يقول المطيري: «نقدم ورش تدريب تصقل مواهبهم، وأقمنا أكثر من معرض، رغم حداثة العهد، كما أقمنا أكثر من 20 فعالية.. نعرف الشباب بهذا الفن، ونقوم بتوجيههم للوصول إلى مستوى المنافسة، كما أننا نعقد ديوانية فنانين نناقش فيها موضوعاتنا وقضايا الفن بعامة بما يعمم الفائدة». تكريم الرواد اختار المعرض الفنان الراحل حمد السعيدان ليكون ضيف شرف، بلوحاته، الذي قال عنه محمد ثلاب، رئيس جمعية الكاريكاتير، أنه لم يكن فنانا فحسب، بل مؤرخا وأديبا. الثلاب تحدث لـ القبس عن طموحات الجمعية في المستقبل بإقامة معرض رابع «هاشتاغ 4»، وتوسيع رقعة المشاركة على مستوى مجلس التعاون الخليجي. ثمة مشاركة أخرى لفناني الجمعية ضمن معرض الكويت للكتاب، الذي اقترب موعد افتتاحه، وتثمّن منى التميمي، مديرة العلاقات العامة بالجمعية، هذا النوع من المشاركات، مذكرة بمشاركة الجمعية في مهرجان القاهرة للكاريكاتير. تكريم رواد الفن امتد أيضا الى فنانين كانت لهم بصمتهم الخاصة، مثل الفنانين عبدالرضا كمال، وعبدالوهاب العوضي، وفاضل الرئيس، وعبدالعزيز آرتي وغيرهم. لكلٍّ طريقته عنوان المعرض لافت بحد ذاته، فهو إشارة واضحة إلى لغة جديدة، لكنه أيضا يشير، بحسب ما أجمع الفنانون المشاركون، إلى حرية التناول والعرض. فمثلما تكون صفحة الواحد على موقع فيسبوك أو تويتر هي متنفس خاص به، كذلك كان المعرض، لا يشترط قضية بعينها يجب على الفنانين التعبير عنها، بل ترك لكل منهم حرية التعبير عن نفسه، وفق رؤيته وموهبته والقضايا العامة أو الخاصة التي تشغله. تبدو انشغالات الجيل الجديد في لوحات الفنانة أمل بقشي، بينما يتعلق هاشتاغ الفنانة أسماء العطروزي بنقد العادات السيئة المرتبطة بالبيئة والاستهلاك. هاشتاغات أخرى أشارت إلى قضايا كان لها صداها، مثل قضية تزوير الشهادات، بينما تنتقد لوحات الفنان محمد ثلاب البيروقراطية والحشو في مناهج التعليم التقليدية. شارك في المعرض 27 فنانا وفنانة، قدموا 112 عملا فنيا.  العبدالجليل:الشباب جددوا دماء فن الكاريكاتير على هامش افتتاحه للمعرض، اعتبر د. كامل العبدالجليل، أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أن الشباب المشاركين في المعرض قد جددوا دماء فن الكاريكاتير، وقدموا من خلال أعمالهم نقدا هادفا للمجتمع وللقضايا التي نعانيها، وتابع: «هذا الفن يعد أحد الأسلحة الناعمة في الثقافة بعامة والتشكيل بخاصة، مع استخدامه لأدوات جديدة مثل أنظمة المعلومات والكمبيوتر، وذلك لتوصيل رسالته بصورة أوضح»، مؤكدا دعم المجلس الوطني هذا الفن الهادف. 



عدد الزيارات : 741 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق