> فن وثقافة

عالم سمسم: خمس محطات فارقة في تاريخ برنامج الأطفال الأشهر عالميا


عالم سمسم: خمس محطات فارقة في تاريخ برنامج الأطفال الأشهر عالميا

منذ انطلاق برنامج عالم سمسم قبل خمسين عاماً، أنتج حوالي خمسة آلاف حلقة، وحصل على 193 جائزة إيمي، ويبث الآن في 150 دولة حول العالم. وتشي كل هذه النجاحات بالكثير عن البرنامج.

وبُثت أولى حلقات عالم سمسم في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1969، وكبر ملايين الأطفال على سماع أغنية المقدمة الخاصة به.

ومع مرور الوقت، غير البرنامج الكثير في وسائل التعليم في الطفولة المبكرة حول العالم.

ونستعرض هنا المشوار من بدايته.

الرحلة بدأت من جامعة هارفارد...

في أواخر ستينيات القرن العشرين، اتجه المنتجان المشاركان للبرنامج، ليود موريسيت وجوان غانز كوني، إلى كلية التعليم بجامعة هارفارد، وعرضوا عليهم توجهاً جديداً لتعليم الأطفال الأمريكيين.

وتعاون فريق من علماء النفس التقدميين مع منتجي البرنامج لتحليل نفسية الأطفال، والعمل على وسيلة تليفزيونية جديدة للخروج بدروس ترفيهية للأطفال.

تصوير إحدى الحلقات عام 1970مصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionتصوير إحدى الحلقات عام 1970

وأوكلت إلى صانع العرائس، جيم هينسون، مهمة صناعة العرائس. واختار منتجو المسلسل شارعا عاديا كبيئة للقصص بدلا من عالم الخيال. أما الشخصيات الآدمية الأربعة، فكانت متنوعة عرقيا، وهو قرار تاريخي في هذه الفترة.

ويقول أستاذ التعليم في جامعة هارفارد، جو بلات، وهو أحد العاملين على المسلسل إن فكرة استخدام التليفزيون كانت مبتكرة آنذاك، كونه ارتبط بالكسل وإكساب الأطفال عادات سيئة.

البروفيسور بلاتمصدر الصورةHARVARD UNIVERSITY
Image captionالبروفيسور بلات كان من أوائل الباحثين الذي قيموا طرق عرض البرنامج

تفسير الأفكار القاسية

عند وفاة الممثل ويل لي إثر أزمة قلبية، وهو أحد الممثلين الأربعة، والذي قام بدور البقال (عم جرجس في النسخة المصرية)، اتخذ المنتجون قراراً جريئا بشرح فكرة الموت للأطفال.

وشرح الممثلون لأحد الدمى أنه "عندما يموت شخص، لا يعود إلينا مجددا" لكن ذكراهم تبقى ويتولى آخرون استكمال أعمالهم.

ويقول بلات إن نص هذه الحلقة اختُبر قبل عرضها على عدد من الأطفال، للتأكد من استيعابهم للرسالة. وشجعت هذه التجربة منتجي المسلسل على شرح أفكار قاسية أخرى، مثل فكرة الطلاق.

فريق العملمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionموت ويل لي (الرابع من اليمين) دفع فريق العمل للتفكير في طرق شرح الأفكار القاسية

وتقول بولي كونواي، من مجموعة "كومن سينس ميديا" إن الأطفال يمكنهم فهم الأفكار المعقدة عند عرضها بطريقة تناسب سنهم.

"والحل ليس تجنب الحديث للأطفال عن فكرة الموت، وإنما الحديث عنه بطريقة تناسب المرحلة العمرية، وبشكل مدعوم من أبحاث الطفولة."

وبعد عرض الحلقة التي تحدثت عن الموت، لم يعرض البرنامج أي حلقات تظهر فيها شخصية البقال. ويقول بلات إن "منتجي العمل قالوا إنه لن يعود، وقد التزموا بهذا الموقف".

دمية مصابة بنقص المناعة المكتسبة

فوجئ منتجو البرنامج، الذين كانت فكرتهم أن يخصص للمشاهدين الأمريكيين، بأنه أصبح برنامجا عالميا. حتى أن الأطفال في مناطق الصراع، وفي معسكرات اللاجئين، أصبح بإمكانهم مشاهدة نسختهم الخاصة من عالم سمسم.

وحاول صناع العمل في كل ثقافة استخدامه لشرح الأمور الخاصة بمجتمعاتهم. ففي جنوب أفريقيا، قدم البرنامج شخصية كامي، وهي دمية يتيمة مصابة بنقص المناعة المكتسبة، وتوفيت والدتها إثر الإصابة بمرض الإيدز.

وفي أفغانستان، قدمت شخصيتا زاري وشقيقها زيراك كنموذجين للمساواة بين الجنسين واحترام حقوق النساء.

كامي كانت أول دمية مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبةمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionكامي كانت أول دمية مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة

وكانت المكسيك والبرازيل وألمانيا هي أولى الدول التي تقدم نسختها الخاصة من عالم سمسم، في مطلع السبعينيات من القرن العشرين.

ولاحقا، أبرم منتجو البرنامج شراكات مع منتجين محليين في العديد من دول العالم، لإنتاج نسخة محلية.

ويقول بلات إن المنتجين "كانوا يأخذون نموذج البرنامج، وطريقة البحث والمنهج، ويطورون برنامجا جديدا بأهداف تتناسب مع الوضع المحلي في البلاد".

واليوم، بعد مرور 50 عاما، يعمل 30 فريق حول العالم على تنفيذ نسخ محلية من عالم سمسم، يشاهدها أكثر من 150 مليون طفل، في 150 دولة.

شخصيات من البرنامج في متحف في واشنطنمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionهادي وشادي كانا صديقان يعيشان معا، وتُعرض الدمى الخاصة بهما في متحف في واشنطن
Presentational grey line

عالم سمسم حول العالم

  • ظهرت النسخة الدولية الأولى من البرنامج في المكسيك والبرازيل عام 1972.
  • عُرضت النسخة الألمانية عام 1973، ثم تبعتها هولندا عام 1976.
  • في النسخة المصرية، ظهرت شخصية خوخة التي تهدف إلى تمكين الفتيات لتحقيق طموحات عظيمة.
  • في عام 1998، انتج برنامج فلسطيني-إسرائيلي مشترك، يقوم على فكرة مجتمعين منفصلين متجاورين يتعاونان مع بعضهما البعض.
  • في بنغلاديش، تجمعت شخصيات البرنامج حول شجرة توت، وفي مقهى ومحل للحلويات، وهي أماكن التجمع التقليدية في المنطقة.
  • ويعمل منتجو العمل المشاركون حاليا مع أطفال الروهينغا المهجرين، والعرب الذين يعيشون في مخيمات لاجئين.
Presentational grey line
وحش البسكويتمصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionوحش الكعك (قراقيش في النسخة المصرية)

شخصية مشردة

بدءا من عام 2015، دُشنت مكتبة إلكترونية باسم "عالم سمسم في المجتمعات المحلية" قدمت محتوى تم اختباره على أطفال حول العالم، لمساعدة الأطفال في الأحياء الأمريكية في التغلب على الصراعات اليومية، مثل حوادث إطلاق النار في المدارس، والإدمان، والتطور التكنولوجي السريع.

وفي عام 2018، ظهرت شخصية ليلي، وهي دمية وردية اللون في السابعة من عمرها، لتصبح أول شخصية في البرنامج بلا سكن.

وأحدث الدمى التي أُضيفت للبرنامج هي شخصية كارلي، وهي طفلة في دار رعاية، لأم تقاوم إدمان المخدرات. ويرى منتجو البرنامج أن شخصية كارلي لها أهمية كبرى، إذ أن 5.7 مليون طفل أمريكي على الأقل، تحت سن 11 عاما، يعيش مع أحد أبوين مدمن على المخدرات.

وعلى مدار السنوات، قدمت الدمى دروسا للأطفال في التوحد، والطلاق، والهواتف الذكية.

إلمو في الكونغرس عام 2002مصدر الصورةGETTY IMAGES
Image captionإلمو في الكونغرس عام 2002

شهادة إلمو (تحفة) في الكونغرس

كما قامت شخصيات عالم سمسم ومنتجو العمل بدور فاعل، إذ كان لهم دور في صنع السياسات حول العالم.

ففي خضم تفشي السمنة بين الأطفال عام 2006، حاز البرنامج على الكثير من الثناء لتخصيص مقاطع عن العادات الصحية بهدف تثقيف الأطفال عن الغذاء والتمارين الرياضية.

حتى أن شخصية وحش الكعك (قراقيش في النسخة المصرية) قال إن الكعك "يؤكل من آن لآخر"، وشرح للأطفال أهمية الطعام المتوازن.

ميشيل أوباما مع الدمىمصدر الصورةعدد الزيارات : 1257 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق