> مقالات

"قامتي التي تحنيني"

كتب : فاطمة العسيلي |


أعجب من سياسة حكومات الدول التي تتبع العنف في حالات الثورات والانتفاضات والتعبير عن الرأي !
على حد علمي أن أي حكومة وبرلمان في العالم أجمع يوضع فقط لتسيير مصالح الدولة وبنائها ونهضتها والعمل على خدمة وراحة شعبها ! وتلك الحكومات تشكل ويتم اختيارها من الشعب وهم مواطنين من نفس الوطن ذاته لا يتم إستيرادهم من مكان ما ! إذا كيف بعد ٱختيار الشعب لأيادٍ منه تمثله وتسير حياته وتحميه وتأخذ الوطن إلى الأمام أن تسيل دمه يوما ما وتلعب دور العدو للمواطنين وتعاقبهم بل وتقتلهم لرفضهم إتباع أو الموافقة على سياسة فاشلة ٱختارها نظام الإداره ! 
فحينما يقوم  المواطنون برفض نظام أو سياسة أو قانون أو شخص الذي يوضع أولا وأخيرا من أجلهم هم ووطنهم ويخرجون للتعبير عن ذلك تقوم الحكومات بقمعهم وضربهم وٱعتقالهم ثم محاكمتهم ، حتى تطور الأمر إلى إزهاق الأرواح في الساحات والشوارع وأمام أنظار العالم .. !
بأي منطق  يقع هذا !؟
لم لا تقوم الحكومات بسماعهم ومحاورتهم والأخذ برؤيتهم ورأيهم في إدارة بلدهم  ومحاولة حل مشكلاتهم !؟
لم لا تقوم عناصر الأمن بتنظيم تلك التجمعات أو المظاهرات التي عادة ما تبدأ سلمية وتحافظ على المواطنين وتحميهم حتى من أنفسهم ليس فقط من التدخل المخرب بدل ما تشتبك هي معهم وتكون النتيجة عشرات بل مئات الجرحى والقتلى من الطرفين ، هل حياة الإنسان أصبحت رخيصة إلى هذا الحد ..  !؟
لم لا نبدأ بالتغيير وٱتباع طرق جديدة متحضرة ينتج عنها الإصلاح والبناء لا التخريب والإفساد وسفك الدماء . 
كيف ستنهض الأمة وتزدهر تحت تلك الظروف القاسية التي نعيشها منذ بداية الألفية !؟
أين الساسة الشرفاء والعلماء والمفكرين   ليعملوا على التغيير الايجابي المتحضر والذي يأخذ بشرع الله في الأرض ويراعي عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة والتي لم يعد لها وجود ! ، ويصب في مصلحة الأوطان بالتالي أبناءها !؟

كفانا ٱتباعا لأنظمة بدائية أثبتت وبجدارة عدم فعاليتها وتأثيرها السلبي المميت والمدمر لبلادنا وأهلنا .
لن ننهض أبدا ولن ترقى أمتنا وتزدهر ونحن على تلك الحال المتأخر الفاشل في إدارة بلادنا .
متى سنتقبل الرأي الآخر والنقد البناء برقي ؟!
دعونا نتكاثف ونصلح ونأخذ بأزر بعضنا بعضا من أجل الإصلاح والبناء ونهضة أمتنا التي تنزف دماؤها وتفقد أبناءها منذ زمن حتى ولو كنا مختلفين ، ماذا سنجني من العنف والخلاف والفرقة والعنصرية والتهجير وكذا وكذا الا الخسران لنا جميعا !؟ 
ضعوا مصلحة الوطن في المقام الأول وإن تحققت ستتحقق كل الأماني سواء عامة أو خاصة .

عدد الزيارات : 1395 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق