> رياضة

سعد مصلوح: لا لغة بثراء «العربية»


سعد مصلوح: لا لغة بثراء «العربية»

محمد حنفي - لا تزال اللغة العربية بخير.. هكذا حدثت نفسي وأنا اشاهد وأتابع الحضور الكبير الذي ملأ القاعة المستديرة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أو كاد، جاء هذا الجمهور ليستمع إلى أحد شيوخ اللغة العربية؛ أستاذ اللسانيات بجامعة الكويت د. سعد مصلوح، الذي لم يخيب ظن الجمهور الكبير، في الحوار الذي أجراه معه أستاذ اللغة العربية بجامعة الكويت د. عبدالله السرحان، كان حديثا شيقا عن العربية وثرائها، وعن صفحات غير معروفة من نشأته وعن الترجمة والشعر. بدا جليا أننا أمام رحلة امتزج فيها الخاص بالعام، قصة نفس وقصة لغة وثقافة لها امتدادها التراثي العريق.  البداية ما بين نشأتين: النشأة الأولى والنشأة الأخرى، هكذا تحدث مصلوح عن البدايات، النشأة الأولى كانت من خلال والده الراحل الشاعر وعاشق الحكمة عبدالعزيز مصلوح، الغارق في تراث العربية قراءة وحفظا، الذي لم يحصل على أي شهادة رسمية، لكنه استطاع تعليم نفسه «الإنكليزية» حتى أتقن ترجمة كبار الشعراء الإنكليز، من هذه النشأة أخذ مصلوح حب التراث والترجمة. بين التراث والمعاصرة النشأة الأخرى كانت من خلال استاذه في كلية دار العلوم عبدالرحمن أيوب، الأستاذ الصارم حتى التعب، رجل لساني وعالم بالفلسفة والموسيقى والآداب، دخل بمصلوح عالم الأدب الإنكليزي واللسانيات العالمية، أشار مصلوح إلى أن هاتين النشأتين ساعدتاه على النجاة من إشكالية التراث والمعاصرة، فلم يقع أسير أحدهما، وإنما جمع بينهما، كما ساعدته النشأتان على حل معضلة التعارض المتوهم بين الدراسات اللغوية والأدبية. التجربة الروسية ورحل مصلوح بالجمهور إلى موسكو، حيث حصل على شهادة الدكتوراه، فتعلم اللغة الروسية الصعبة على اللسان وفي الكتابة، وأكد مصلوح أن التجربة الروسية علمته الإتقان وعدم الاستعجال والمبادئ الحاكمة في عمله، وأنه في أوج الشيوعية عاد برأسه سليما من الخضوع لما قرأه في الروسية، ونجا من الغزو الفكري الشيوعي، لكنه في الوقت نفسه أشاد بالثقافة الروسية، وما أنجزته في الأدب وعلم النفس والدراسات اللغوية التي يعرفها الغرب جيدا ويجهلها العرب. إعراب القرآن وأشار مصلوح إلى أنه تعلم من هذه التجربة عدم الكتابة في مجال خاض فيه غيره، ولذا يعتقد أنه قدم بعض المشروعات التي سيتوقف تاريخ الإنجاز عندها بالتأمل والتحليل، مصلوح عدد بعض هذه المشروعات، ومنها الإعراب الكامل للقرآن الكريم مع زميله د. عبداللطيف الخطيب، وهي التجربة التي استغرقت منهما 16 سنة كاملة، كذلك فكرة «الأسلوبية الإحصائية» التي أفادت الباحثين الأكاديميين في تحقيق التراث، وسلسلة النحو العربي التي أصدرها مع الخطيب، واعتبر مصلوح أن من أهم مشروعاته مجموعة من أهم التلاميذ الذي عمل معهم من جنسيات عدة، خاصة من افريقيا وآسيا وتوقع لهم مستقبلا كبيرا. Loading ad   وتوقف مصلوح عند محطة الترجمة التي اعتبرها واحدة من أهم التجارب في حياته، فأشار إلى أنه علم نفسه اللغة الإنكليزية حد الاتقان، وترجم العديد من الأعمال المهمة إلى العربية، ومنحته هذه التجربة الثرية جائزة الشيخ زايد في الترجمة عام 2009. في طوى الأقداس وطمأن مصلوح الحضور على اللغة العربية، التي وصفها بأنها إحدى أكثر اللغات ثراء، مؤكدا أن بعض اللغات تتمتع بحرية النسق، ولغات أخرى تتمتع بحرية الاشتقاق بينما العربية تجمع بين الفضيلتين، وأنهى مصلوح حديث الاثنين بالشعر، حيث ألقى قصيدتين؛ الثانية تعود إلى عام 1962 يوم كان طالبا في دار العلوم، أما الأولى فقد رثى بها الراحل خالد سعود الزيد الذي وصفه بالرجل العظيم وأطلق عليها «في طوى الأقداس.. كلمات في الميلاد الجديد لخالد سعود الزيد»: طهرت ثوبك من علائق طينها وهجرت رجزا ونضوت عنك رثيثها ولبست ثوب الفخر عزا وقسمت قلبك للظمي ماء وللغرثان خبزا أبتاه مهجة والهٍ أزت بها الحسرات أزا وكتيم دمع نازف شقيت به الأجفان نزاً فلمن تساق قصائدي وأنا المعزِّي والمعزَّى؟



عدد الزيارات : 810 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق