> فن وثقافة

«جلنار وطائر النار».. مغامرة على سفينة التاريخ


«جلنار وطائر النار».. مغامرة على سفينة التاريخ

حافظ الشمري - رحلة شائقة من الماضي الجميل بعبقه وإرثه، ما بين الأسفار والأهوال و«اليامال»، تشق عباب البحر، بحثا عن الرزق والأمل والحلم، مشاهد واستكشافات وحوارات ماتعة. خمسون دقيقة من الفرجة المسرحية الآسرة للطفل في مسرحية الدمى والعرائس «جلنار وطائر النار» التي قدمت عرضا جماهيريا على خشبة مسرح الاستوديو بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بحضور جماهيري لافت من الأطفال الصغار، الذين عايشوا واستمتعتوا بعرض مسرحي هادف وجميل فيه كافة عناصر التشويق والإبهار المسرحي. العرض من إنتاج «الطاقة الإبداعية»، قصة وتأليف الكاتبة هدى الشوا، إخراج د. نبيل بهجت، شارك في تجسيد الشخصيات: فرح الحجلي، علي أبوزيد، مصطفى الصباغ، عبد الله الهويدي، بدر دشتي، فالين فخري، عمر سرعاوي، صناعة الدمى نورهان ترفاوي، التأليف الموسيقي د. ألفريد جميل، غناء سارة رشاد وعدنان بالعيس، التنسيق الموسيقي محمد عبد الغني، الديكور د. إبراهيم سلام وياسر بلاط. حلم جلنار قصة العمل تناولت بلغة درامية شخصية الأميرة جلنار التي جسدتها الممثلة فرح الحجلي، التي تعيش في قصر العجائب في جزيرة زنجبار على ساحل شرق أفريقيا، حيث تشاهد وترصد وتستمتع برؤية السفن والمراكب الخشبية التجارية الآتية من الكويت، وفي هذه الأثناء تحلم بالقيام برحلة مشوقة بمصاحبة صديقها «طائر النار» بهدف إعادة الريش الجميل إليه والتخلص من الخوف والهلع لديه، بالتالي يقومان معا بتلك الرحلة المشوقة بهدف البحث عن الخلطة السحرية للدواء في جزيرة بعيدة. تتابع الأميرة جلنار برفقة صديقها «طائر النار» الرحلة لاكتشاف السفن الشراعية والخشبية التجارية التي ترسو في زنجبار قادمة من الكويت، وهي تحمل الكثير من البضائع، وتشارك جلنار بالمغامرة في الإبهار وقيادة السفن. الدواء العجيب يحكي «طائر النار» قصة تعرضه لحادث حريق في الغابة مما جعله يفقد ريشه، ويبدأ رحلة البحث عن دواء عجيب مستخلص من ثمار البحر في جزيرة بعيدة بقلب المحيط برفقة الأميرة جلنار التي تسعد كثيرا لمشاهدة رحلات السفن وهي تمر في جزيرة زنجبار التي تحمل البضائع وتتجه بها إلى الكويت، وتقوم «جلنار» بالاقتراب من احدى السفن لكنها تسقط في صندوق البضائع، ويشاهدها صديقها «بلبل» ويخبر أمير زنجبار بما حدث، والذي يطلب المسارعة في تقديم النجدة للأميرة والعمل على إعادتها لقصرها بأقصى سرعة. قيادة السفينة تجد جلنار نفسها بمصاحبة صديقها «طائر النار» وهي تقود السفينة بعدما تعرضت إلى رياح وأمواج شديدة، وتساهم في إنقاذ البحارة على ظهر السفينة، وتستعين بكتاب ربان السفينة «النوخذة» إلى جانب استخدام اتجاهات البوصلة، كما تتوصل إلى مكان الدواء لصديقها لدى شجرة البحار، لتواصل رحلتها الشائقة حتى تعود إلى قصرها وجزيرة زنجبار بعدما استطاعت استكشاف إمكاناتها واستخدامها في تحقيق أحلامها. رحلات الكويت العرض لم يكن مسرحا للعرائس والدمى، لكنه حمل استحضارا للتراث البحري والأنشطة البحرية القديمة في الكويت، والتوقف عن الأسفار والرحلات الموسمية التي كانت سمة البحارة آنذاك في التبادل التجاري ما بين موانئ الخليج العربي جنوب الجزيرة العربية وصولا إلى زنجبار في شرق أفريقيا، إلى جانب استخدام أنواع متعددة من الدمى والخيال. This ad will end in 30   رؤية إبداعية قدمت الكاتبة الشوا نصا ذا رؤية إبداعية خاطبت فيه عقلية الطفل بذكاء، معتمدة على بساطة الطرح وقيمة المحتوى، فيما استخدم المخرج نبيل بهجت أدواته في التعاطي مع حركة العرائس والدمى والموسيقى والصوت والإضاءة والديكور، إضافة إلى أن العرض تضمن أشكالا من المتعة الشائقة من حيث الأفكار المطروحة والحوارات والموسيقى والأغاني المحببة للطفل. قيم تربوية حمل العمل عدة رسائل وأهداف وقيم تربوية للنشء، بينها أهمية الصداقة في حياتنا، العمل على اكتشاف الذات وتنمية القدرات، أهمية اتخاذ القرار المناسب لدى الإنسان والتريث وعدم الاستعجال، عدم اليأس والاستسلام والمحاولة، وكسر حاجز الخوف، واستخدام العقل بالتغلب على الضعف، عشق السفر والترحال، وترسيخ عدة قيم إيجايبة مثل الصداقة ومساعدة الآخرين. تراث بحري معان ومفردات استمدت عبقها من تاريخ الكويت البحري بينها خشب «الشندل»، إضافة إلى التعريف بطاقم السفينة مثل «النوخذة»، «المجدم»، كذلك المفاهيم ومفردات التراث البحري السائدة آنذاك، وصناعة السفن، واستخراج اللؤلؤ، واستخدام عبارات مثل «شدوا السارية» في مواجهة عباب البحر، إلى جانب مشاهد عودة البحارة إلى الكويت، مقاومة أهوال وأعصار الرياح في البحر، كما تضمن رصدا وتعريفا في الحياة البحرية آنذاك في الملاحة والتجارة في الكويت والخليج العربي. الشوا: مغامرة جميلة فور انتهاء العرض تحدثت الكاتبة هدى الشوا عن تلك التجربة قائلة: «كان العمل مغامرة جميلة بالنسبة لي، خاصة ان مسرح العرائس الذي اعتمدناه هو المسرح المكشوف في رؤية المحركين بكامل هيئاتهم، حيث يتم تغيير المشاهد المسرحية تلقائيا أمام الجمهور، واعتمد العرض على الاداء الحي وبشكل مباشر وليس «البلاي باك»، إلى جانب عدم الاعتماد على الوسائط الإلكترونية أو «البروجكتور»، بل على أداء المحركين والفرجة الدرامية، بالتالي كانت التجربة أكثر تعقيدا من تجربة خيال الظل في مسرحية «فيل في المدينة»، واحتاجت جهدا أكبر في الإخراج والتنفيذ».



عدد الزيارات : 891 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق