> رياضة

جوزيه مورينيو.. «ذهب لا يصدأ»


جوزيه مورينيو.. «ذهب لا يصدأ»

عماد غازي - لا شك أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، يعد أحد أبرز المدربين في عالم كرة القدم، لكن شخصيته المثيرة للجدل، منحته زخماً كبيراً، وجعلت منه مادة دسمة لوسائل الإعلام باستمرار. وبعد إعلان نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي تعيين المدرب البرتغالي على رأس القيادة الفنية للفريق حتى 2023، خلفا للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، الذي أقيل من منصبه، بسبب سوء النتائج، سيكون الضوء مسلطاً على مورينيو، وسيمنح العديد من المباريات إثارة، لاسيما المواجهات المباشرة التي سيخوضها أمام الفرق التي تولى قيادتها سابقا في البريميرليغ مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد. إرث بوكتينيو من أبرز التحديات التي تواجه جوزيه مورينيو في مهمته الجديدة، هي الإرث الذي خلفه المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، والذي يعد أيضا أحد أسباب إقالته. بوتشيتينو رفع سقف أحلام جماهير وإدارة نادي توتنهام، حيث تواجد الفريق اللندني في المربع الذهبي للدوري الإنجليزي 4 مرات من أصل 5 مواسم مع بوتشيتينو، وهو إنجاز لم يتحقق للفريق إلا في مرتين فقط من أصل 22 مُشاركة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، الأمر الذي جعل إدارة النادي والجماهير تتعطش لمعانقة اللقب، لاسيما أنه كان أبرز المنافسين على اللقب مع ليستر سيتي موسم 2015 - 2016، والذي حسمه كتيبة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري في مفاجأة مدوية، وأكثر ما زاد طموح عشاق «السبيرز»، هي الريمونتادا التاريخية أمام أياكس أمستردام الهولندي في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، والتأهل إلى المباراة النهائية على حساب نادي كان يمتلك مواهب شابة، وأطاح بحامل اللقب ريال مدريد من ربع النهائي، لكنه خسر اللقب أمام مواطنه ليفربول بثنائية نظيفة للمصري محمد صلاح والبلجيكي ديفوك أوريغي. وكانت جماهير توتنهام تمني النفس هذا الموسم بمواصلة نفس الأداء مع إحراز تقدم أكبر على صعيد الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا، لكن النتائج السيئة للفريق أجبرت الإدارة على التدخل وتغيير القيادة الفنية، لذلك قد يجد مورينيو نفسه مطالبا بالكثير، منذ أول موسم له مع توتنهام، فمهته الأولى تتركز حاليا على انتشال الفريق من وسط الترتيب والعودة به إلى مكانته الطبيعية بين «الأربعة الكبار». لكن هذه الإرث قد يكون سلاح ذو حدين أمام «السبيشيال وان»، فالمدرب الأرجنتيني تركة كوكبة من النجوم في الفريق يمكن لمورينيو البناء عليهم لتحقيق نتائج إيجابية، من دون الحاجة إلى التعاقد مع صفقات جديدة أو من العيار الثقيل، مثلما كان الحال في مانشستر يونايتد، لكن في حالة تعثر مورينيو، سيكون هو أول من تطاله سهام النقد، لاسيما أنه أقر بجودة لاعبي «السبيرز»، قبل تولي تدريبهم، مثل الكوري سون هيون مينج، وهاري كين وكريستيان إريكسن ولوكاس مورا وديلي آلي وايريك لاميلا موسى سيسوكو وايريك داير وهاري وينكس وسيرج أورييه. مورينيو.. ذهب لا يصدأ رغم إقالته من تدريب مانشستر يونايتد الموسم قبل الماضي، وبقائه خارج المستطيل الأخضر، لكن اسم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو كان يتم تداوله باستمرار، وكان كبار أندية أوروبا تلهث وراء المدرب البرتغالي، للظفر بخدماته، وتحدثت العديد من التقارير الصحافية خلال الميركاتو الصيفي عن رغبة بيريز رئيس نادي ريال مدريد بالحصول على خدمات «السبيشيال وان» مرة أخرى، لكن يبدو أن زيدان كان أقرب لقلب جماهير ريال مدريد من مورينيو. وكان مورينيو يتحدث دائما في وسائل الإعلام بكل ثقة، عن أنه سيأتيه عرض من نادي كبير، شخصية مثيرة للجدل وفرض مورينيو نفسه بشكل مستمر في السنوات الأخيرة بفضل تصريحاته النارية وشخصيته المثيرة للجدل بل ربما يكون هو الرجل الأكثر جدلاً في تاريخ كرة القدم، أينما ذهب خلق حوله جيشًا من المؤيدين وآخراً من الأعداء، وتنقسم مدرجات فريقه، غرفة الملابس وحتى صحافة المدينة ما بين مؤيدٍ ومعارض لصانع الجدل سواءً في الملعب أو المؤتمرات الصحفية. قد يكون لمسيرة مورينيو الرياضية تأثير كبير على شخصيته المثيرة فالرجل البرتغالي الذي وجد نفسه مدرباً عظيماً بعدما كان لاعباً مغموراً، دخل مجال التدريب من خلال الأندية الأوروبية الشهيرة بعد عمله كمترجم للعديد من المدربين العالميين ثم تحول بهدوء إلى أحد أكثر المدربين تتويجاً بالبطولات في العالم. تصريحاته استفزازية Volume 0% This ad will end in 1   عرف «السبيشيال وان» بأسلوبه التهكمي في التعامل مع الإعلام وكذلك تصريحاته الاستفزازية ومشاكساته الدائمة مع مدربي الفرق المنافسة مما جعل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يتهمه بسوء السلوك في عام 2015 عندما كان يتولى الإدارة الفنية لنادي تشيلسي، بعدما ادعى أن فريقه يعامل بطريقة سيئة من قبل حكام المباريات، لكن مورينيو رد على ذلك بقوله «إذا أراد الاتحاد الإنجليزي أن يعاقبني، فهم يستطيعون، فهم لا يعاقبون أي مدير فني آخر»، وكان شجاره مع مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر من أبرز لقطات خلافاته مع مدربين آخرين، خلال مباراة تشيلسي وأرسنال في موسم 2015، وتهكم بعدها مورينيو من اللافتات المطالبة برحيله عن الفريق، حيث قال «أعرف أندية فشلت لـ15 عاما ولم تغير مدربها». وقال أسطورة هولندا الراحل يوهان كرويف بشأنه إنه «يشكل مثالا سيئا للشباب، بسبب تصرفاته المثيرة للجدل وحبه للظهور، ربما يقوم بهذا الأمر بسبب خلفيته، لأنه لم يحظ يوما بشعور أن يشجعه مائة ألف شخص أو أن توجه إليه صافرات الاستهجان من قبل مئة ألف شخص». مستقبل مورينيو في توتنهام المدرب البالغ من العمر 56 عاماً يشعر بتفاؤل كبير لهذه التجربة الجديدة، وقال مورينيو، سأجلب الشغف والسعادة إلى النادي. وقال مورينيو في مقابلته مع تلفزيون النادي: «ما الذي يمكنني أن أقدمه العاطفة الحقيقية، العاطفة لعملي، وشغف النادي، هذه هي الطريقة التي كنت أعمل بها  طوال حياتي المهنية وأنا أريد جلب السعادة لكل من يحب النادي». ووقع مورينيو عقدا حتى نهاية موسم 2022-2023  براتب أساسي قدره 8 ملايين جنيه إسترليني سنويا. ويأتي تولي مورينيو قيادة السبيرز بدون فوز في مباراته الخمس الماضية وتراجع إلى المركز 14 في الدوري الإنجليزي، بفارق 20 نقطة عن ليفربول المتصدر بعد 12 مباراة فقط. وتابع مورينيو: «حتى كخصم، كان هناك دائما احترام كبير بيني وبين توتنهام، التقيت بهم في نهائيات الكأس، في الدور نصف النهائي، في المباريات الكبيرة وللمحافظة على هذا الاحترام، ربما كان ذلك في ذهني، أنه في يوم من الأيام قد أكون أحدكم، أنا حقا أحب هذا الفريق». وأشاد مورينيو بإدارة النادي التي أبقت على نجوم الفريق، وسيحاول جوزيه إقناع صانع ألعاب توتنهام الدانماركي كريستيان إريكسن بالبقاء مع السبيرز، لاسيما بعد أن أبدى اللاعب رغبته في مغادرة النادي، كما أبدى إعجابه بملعب توتنهام  الجديد الذي تبلغ قيمته مليار جنيه إسترليني والذي افتتح في مارس الماضي، مؤكدا أنه أفضل ملعب في العالم. مشاكله مع النجوم ومن المعروف عن مورينيو كثرة خلافاته مع نجوم الفرق التي يدربها، فقد كانت الأزمة الأخيرة مع لاعب خط وسط مانشستر يونايتد بول بوغبا، الأبرز قبل إقالته من تدريب الشياطين الحمر، وكانت وسائل الإعلام تنقل الخلافات بين مورينيو وبوغبا حتى في الحصص التدريبية. وخلال فترته في ريال مدريد لم تكن علاقته مع قائد «الميرنغي» جيدة، بعد أن ارتدى راموس قميص أوزيل الذي وبخه مورينيو في أحد المباريات، الأمر الذي اعتبره المدرب البرتغالي استخفاف به من قبل قائد الملكي. وكان تعامله مع بطل العالم نجم المانشافت باستيان شفاينشتايغر، في مانشستر يونايتد قاسياً جداً، إذ أجبره مورينيو على التدريب مع الفريق الاحتياطي، حتى رحل اللاعب الألماني إلى شيكاغو فاير في الدوري الأميركي. أيضا كانت العلاقة بين مورينيو وحارس ريال مدريد المخضرم إيكر كاسياس متوترة، بسبب تواصل كاسياس مع لاعبي برشلونة، الغريم التقليدي للريال، لكن كاسياس أكد أنه كان يحاول تهدئة الأمور مع تشافي وبعض زملائه في المنتخب الإسباني خلال مباريات الكلاسيكو التي يترقبها العالم.



عدد الزيارات : 801 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق