> مقالات

لمن تصوت الجماهير

كتب : ناصر العبدلي |
لمن تصوت الجماهير


من الصعب الدفاع عن الحالة السائدة سواء بالمقارنه بينها وبين حالة اللادولة ،  أو حتي بمحاولة التقليل من أهمية ما يتسرب حولها بإلقاءه علي الخصوم السياسيين وتدخلاتهم ، فالتفسخ الذي أصاب الدولة بات واضحا وينذر بخطر شديد ، وسكوت الحكومة وحل مجلس الأمة المتكرر يعبر تعبيراً صارخاً عن هذه الحالة.
هذه الحالة نتيجة وليست سبباً يتحمل مسؤوليتة في المقام الأول المواطنين بكافة تصنيفاتهم وانتماءتهم السياسية و الاجتماعية ثم الأسرة الحاكمة في المقام الثاني ، والأسرة الاقتصادية بأعتبارهما طرفي التحالف الذي يقود البلد منذ تكرار الدستور حتي اليوم ، خاصة إذا ما عرفنا إن الوجوة التي تتصدر المشهد السياسي لاتخرج كحسبة عن طرفي التحالف.
مسؤولية المواطنين تكمن في تحديد الخيارات الانتخابية علي أساس وطني بعيداً عن الخيارات الطائفية والقبلية والعائلية ، فالتجارب السابقة تؤكد إن خيارات المواطن الانتخابية هي أساس ضعف البنية الديمقراطية في البلاد ، فهناك من المرشحين المشهود لهم بنظافة اليد وبياض السجل الوطني ومع ذلك تخرج نتائج مشاركتهم كمرشحين أقل من المفترض.
المواطن عندما يذهب إلي صندوق الإقتراع تحت تأثير الطائفة والقبيلة والعائلة يمكن أن يحقق مكاسب آنية ، لكنها في كل الاحوال علي حساب الوطن واستقرارة ، فتكريس مثل تلك التصنيفات سيفرغ التجربة الديمقراطية من محتواها ويحول  تلك التجربة إلي عبء وليست أداة لحل العثرات.
تكمن مسؤولية أبناء الأسرة الحاكمة في ضبط وتيرة التنافس بين الاطراف المرشحة للحصول علي مواقع متقدمة في مسار السلطة وعدم ترك الامور تنجرف بعيدا عن المسارات الموضوعية في التنافس لأن الاستمرار في صراع " كسر عظم" سيكون له تداعياتة علي استقرار البلد لكونهما مرتبطين إلي الحد الذي لايمكن فصلهما بأي حال من الأحوال الأسرة الاقتصادية مسؤوله أيضا بقدر الأسرة الحاكمة ، فلديها من الأدوات ما يمكنها من إن تؤثر إيجابيا في اجواء الصراع لتعيدها الي مسارها الطبيعي ، والتاريخ ملئ بالاحداث التي تدخل من خلالها (السوق) في ترشيد الاجواء ، فالجميع في مركب واحد وأي محاولة لثقب هذا المركب يعني غرق السفينة بجميع ركابها.

عدد الزيارات : 1239 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق