> مقالات

ماذا أنجزت حكومتنا في 2019 ؟

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
ماذا أنجزت حكومتنا في 2019 ؟

منذ عام، أو عامين، أو ثلاث، أو باختصار .. منذ تحرير الكويت وحتى يومنا هذا ونحن نعاني من نفس المشاكل والقضايا العالقة، وباعتقادي المتواضع أن هذه المشاكل والقضايا العالقة لا تتمثل بسوء التعليم ولا انعدام السياحة ولا اهتراء البنية التحتية ولا تطاير الحصى ولا التركيبة السكانية المريضة ولا البطالة ولا ولا ولا ... إلخ، بل إن هناك وأمور أخرى هي السبب بكل هذا التخلف والرجعية وعدم الإنجاز الظاهري الذي نراه، وهي أمور خفية تحدث غالباً من وراء الكواليس. فما هي هذه الأمور الخفية وكيف يمكن تجاوزها ؟
من خلال متابعة شؤوننا الكويتية منذ التحرير حتى الآن لم نشاهد من الحكومات المتعاقبة حلول جذرية للمشاكل المطروحة في مقدمة هذا المقال ولا غيرها من المشاكل التي لا يتسع المجال لذكرها جميعاً، بل شاهدنا حلولاً ترقيعية لم ينتج عنها إلا زيادة الأمور تعقيداً  وزيادة في المصاريف وهدر الميزانيات، وأقرب مثال لهذه الحلول الترقيعية هو الحل "الغبي" لمشكلة أعداد الوافدين والذي تمثل بإنهاء خدمات بعض الموظفين الوافدين وترحيلهم بشكل عشوائي ودون توافر البديل الوطني المؤهل علمياً وفنياً .. والذي انتهى بإعادة طلب الوافدين مرة أخرى لتلك الوظائف، وغيرها الكثير من الحلول المتخلفة والتي انتهت بفشل حكومي ذريع.
إن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الكويت هي أن الدولة تسير على "البركة" وليس فيها أي نوع من أنواع التفكير والتخطيط، وذلك بسبب العقول المتحجرة التي تدير البلد والتي تأبى الحكومة أن تستبدلها بعقول الشباب المفكرين "العصريين" وهذه العقول المتحجرة سببها المحاصصة التي كانت هي المعيار الوحيد في تشكيل كل الحكومات السابقة، وهو الذي يجعلنا نشاهد "وزير" واحد يتولى جميع وزارات الدولة وكأنه صاحب عقل الكتروني ولديه خبرة في كل الاختصاصات الحكومية، والسؤال هو لماذا لا تفكر الدولة بالاستفادة من فئة الشباب وعقلياتهم وأفكارهم بدلاً من تنصيب أصحاب العقول المتحجرة ثم الاستعانة بمستشارين وافدين يقومون هم بالتخطيط والعمل الفعلي بدلاً عنهم ؟
إن تطوير البلد بشكل حقيقي وفعلي يتمثل بالاستغناء عن العقول الحجرية أولاً ثم الاستعانة بالشباب من أصحاب الخبرات والذين سيضعون بعقولهم الجديدة خطط جدية ومتطورة للتنمية وحل القضايا العالقة بدلاً من العقول المتآكلة والتي أثبتت فشلها في تنمية البلد وتطويره، وهذا ما نتمناه فعلاً .. وهو أن لا نصل لعام 2021 ونحن "نراوح" في نفس مكاننا بسبب عقول لا تملك أفكار غير تلك الأفكار الفاشلة.

عدد الزيارات : 2058 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق