> مقالات

مشروع التغيير ودور الأسرة الحاكمة

كتب : ناصر العبدلي |
مشروع التغيير ودور الأسرة الحاكمة

في حياة الشعوب منعطفات وتجارب دائما برسم الإعتبار ، خاصة في السياسة كونها فن الممكن ، فليس في السياسة أسود وأبيض بل تميل إلى اللون الرمادي دائما ، بإعتبارها حل وسط حول القضايا ، ومحاولة جرها إلى اللونين الآخرين يعني
إنهياركل شئ . تجربة الحراك رغم تفهم أهدافها ومراميها تندرج في إطار الفقرة السالف ذكرها ، فالوسيلة تأتي في الطليعة من حيث الأهمية ، ولايمكن بأي حال من الأحوال القبول بفكرة تحقيق هدف مهما كانت الوسيلة ، بل يجب أن تكون الوسيلة متوافقة مع الدستور والقانون وكذلك الأهداف وغير ذلك أمر لايمكن القبول به . يفترض أن يكون الدستور ونصوصه سقف العمل السياسي ، لأن أي تجاوز لمثل تلك النصوص يعني إعطاء الطرف الآخر شرعية تجاوزه والعبث
به ، كما أن السياسة تفترض الحذر والوعي واليقظة ، والحرص على عدم تجاوزها السقف ،
لأن " الزيادة مثل النقصان " حتى في السياسة .  في الحراك كان هناك تجاوز لسقف الدستور ونصوصه ، وغاب الحذر والوعي واليقظة ، وأختلطت الملفات ، وضاعت الأهداف في أجواء إكتظاظ الوسائل والمدعين والمندسين حسبما ورد على لسان رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون ، وكانت النتيجة كارثة بما تحمله المفردة منمعنى. هذه الأجواء أدت إلى أبتعاد بعض العناصر الوطنية وبقاء بعضها على " مضض " أملا في تحسن الأحوال لكن ذلك لم يحدث وبقت الممارسة والأندفاع كما هما ، وأنتهى الوضع إلى مانراه ونلمسه فيما مضى ، الآن هناك بصيص أمل في رغبة وطنية للعمل من جديد وفق إطار الدستور من خلال شعار " بس مصخت " الذي
أطلقه النائب السابق صالح الملا 
طي صفحة الماضي باتت إستحقاق وطني وتجاوز
تداعيات تلك المرحلة ( التي تجاوز البعض خلالها  نصوص الدستور ) أمر حتمي ، والتشبث بصيغ بالية لاتقدم ولاتؤخر لايحمل أي جدوى ، ومعالجة آثار " الشطحة " التي شهدتها الساحة
السياسية جزء من هذا الإستحقاق الوطني . الأجواء مهيأة لطرح مشروع التغيير الذي توقف بسبب ماحدث ، والحرص على أن يكون الطرح من خلال الدستور ونصوصه هو الأكثر ترجيحا بعد أستيعاب التجربة ، وبوجود بصيص الأمل لم يتبقى سوى التواصل مع العناصر الداعمة والمؤيدة لمشروع التغيير داخل الأسرة الحاكمة للتفاهم حوله ( المشروع ) ، خاصة وأن الخيارات الأخرى تكاد تكون شحيحة ، ومآلاتها ستكون
كارثية لو أستمر الوضع الحالي.

عدد الزيارات : 798 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق