> فن وثقافة

دور نشر شبابية «تطارد» القراء في الممرات!


دور نشر شبابية «تطارد» القراء في الممرات!

محمد حنفي - من الوهلة الأولى تشعر وأنت تدخل إلى معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 44 بأن ثمة بعض الأمور مختلفة عن الأعوام السابقة، إقبال كبير ربما يفوق العام الماضي، حيث يزدحم المعرض في الصباح بالرحلات المدرسية بينما يزدحم في الفترة المسائية بعشاق القراءة والأكاديميين الباحثين عن أحدث الإصدارات أو أخرى بعينها. هذا الزحام يتفاوت بين صالتي 6 المخصصة لدور النشر المحلية ويلفت النظر وجود شبابي كبير فيها، بينما يبدو الزحام أقل في صالة 5 المخصصة لدور النشر العربية، ويبدو على استحياء في صالة 7 المخصصة للهيئات والمؤسسات الرسمية المحلية والخليجية. القبس تجولت في صالات المعرض المختلفة والتفاصيل في التقرير التالي: حركة كبيرة في صالة 6 المخصصة لدور النشر المحلية، وتبدو موضة الكتب الشبابية مستمرة لدورة جديدة، تلك الموضة التي وجهت لها سهام النقد بقسوة في الأعوام السابقة، طوفان من الكتب الشبابية من بعض دور النشر التي تأخذ مساحة مميزة وكبيرة بالمعرض، وكوادرها من الشباب يطاردون القراء في الممرات بمنشورات الدعاية لعناوين مثيرة لكُتاب جدد يخوضون تجربة النشر لأول مرة. في جناح رابطة الأدباء الكويتيين لمحت الأمين العام للرابطة د. خالد عبداللطيف رمضان، سألته كيف يرى معرض هذا العام، فأجابني: الإقبال كبير على الأجنحة المحلية أكثر من أجنحة دور النشر العربية، هذا الزحام في صالة 6 كما تشاهد بسبب تواجد دور النشر التي تطبع كتب الشباب، وهناك إقبال كبير من القراء الشباب. إيجابيات وسلبيات يرى رمضان أن ثمة أمرا ايجابيا واخر سلبيا حول هذه الكتب الشبابية، الإيجابي كما يقول ان هناك إقبالا من الشباب على الكتاب، لكن غير الصحي أن بعض دور النشر تصدر كتبا ركيكة ويكون الزحام عليها من باب الوجاهة والموضة والمجاملات والشو الإعلامي، بينما صالة 5 المخصصة للدور العربية يرتادها الباحثون عن الكتب الرصينة والكتب الأكاديمية والعميقة. الظاهرة الشبابية يبدو جناح دار بلاتينيوم، التي تعتبر من أوليات دور النشر الكويتية والخليجية التي تركز على كتابات الشباب، لافتا للعيان، سألت مديرها جاسم اشكناني عن هذه الظاهرة الشبابية فأجاب: نحن نهدف إلى تشجيع الشباب على الكتابة والقراءة ووضعهم على طريق الثقافة، لدينا لجنة لفرز الأعمال واختيارها ولا ننشر الأعمال الهابطة، لكن هذا الامر موجود في العالم كله، البداية دائما تكون متواضعة لكل شاب مبدع ثم يكتسب الخبرة ويتطور. This ad will end in 30   مساحة مجانية من بين الأشياء اللافتة في معرض هذا العام أيضا زيادة المساحة المخصصة للأندية والملتقيات الثقافية والأدبية الكويتية الشابة، حيث منحتهم إدارة المعرض أجنحة مجانية لعمل برامج ثقافية خلال أيام المعرض. وتثمن فجر الهلبان من مبادرة «إكساب» هذا الدعم لشباب الكويت من قبل إدارة المعرض، وتؤكد أن منحهم هذه المساحة المجانية ساعدهم على الكثير من الإبداع وتقديم فقرات ثقافية مميزة، فلديهم جدول متكامل يتعلق بالثقافة، مثل استضافة بعض المؤلفين والمبادرات التطوعية ودعم الشعراء والعازفين الشباب، «ونقدم باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات للشباب». الأعمال المترجمة ظاهرة أخرى لافتة في دور النشر المحلية والعربية على السواء، وهي انتشار الأعمال المترجمة من اللغات الأخرى للعربية، خصوصا الروايات، ويرى خالد النصرالله مدير دار «الخان»، وهي دار كويتية متخصصة في الترجمة فقط، أن الأمر إيجابي ويسهم في الانفتاح على الثقافات الأخرى ومد الجسور مع الآخر، وقال النصرالله ان دار الخان لا تترجم الأعمال التي ترجمتها دور نشر أخرى، سواء محلية او عربية، ومعظم اعمالها حداثية جديدة تحصل على حقوق النشر من مؤلفيها. حضور خليجي في جولة لـ القبس في صالة 7 المخصصة للهيئات والمؤسسات المحلية والخليجية، كانت الأجنحة هادئة عكس صالتي 5 و6، في جناح المملكة السعودية يشمل مجموعة من المؤسسات السعودية مثل دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة فهد الوطنية وجامعة بيشه، بعضها يبيع الكتب وبعضها للعرض، وكان الإقبال على بعض الكتب التاريخية والتراثية مثل: كتاب «المؤتمر الفلسطيني»، و«صفحات من تاريخ مكة المكرمة» و«بلينيوس والجزيرة العربية» وهو كتاب موسوعي عن الجزيرة العربية. أما في جناح هيئة أبو ظبي التابعة لدائرة الثقافة والسياحة في أبي ظبي فكانت 400 عنوان أهمها الكتب الصادرة من مشروع كلمة الذي يقوم بترجمة أهم الكتب من 18 لغة حول العالم إلى اللغة العربية، وأشار القائمون على الجناح إلى ان هناك إقبالا كبيرا من القراء في الكويت على كتب الهيئة مثل كتب «الدين والدم»، «حكايات غجر اسبانيا». دور النشر العربية انتقلت القبس إلى صالة 5 المخصصة لدور النشر العربية، حيث التقيت سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصرين، الذي أشاد بمعرض الكويت واعتبره أحد أهم المعارض التي يحرص الناشر المصري على المشاركة فيها لمكانة الكويت الثقافية. عبده أكد أن دور النشر المصرية تشارك بأكثر من 10 آلاف عنوان منها آلاف العناوين الجديدة، وأن إقبال القارئ الكويتي متنوع على إصداراتها ما بين الرواية وكتب التراث، مؤكدا أن القارئ الكويتي لديه وعي وثقافة وقدرة على الاختيار. تجولت بين دور النشر العربية لأتعرف عن نوعية الكتب التي يقبل عليها القراء، في جناح «الهيئة المصرية العامة للكتاب»، كان الإقبال على كتب التراث التي تصدرها الهيئة لدرجة نفاد كتاب «الأغاني» الذي صدر في 24 جزءا، في جناح «دار المصرية اللبنانية» أكدوا لي أن الإقبال على الرواية في المقام الأول، بينما في دور النشر اللبنانية كان الإقبال كبيرا على الأعمال المترجمة وخاصة للروائيين الحاصلين على نوبل، بينما كان الإقبال في دور النشر الأردنية على الكتب المتخصصة والأكاديمية وكتب التراث.


عدد الزيارات : 990 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق