> مقالات

تأمل في آية

كتب : مريم الرجيب |
تأمل في آية

( ونفسٌ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها )
النفس و التنفس هو هواء الحياة ، أي الطاقة ، طاقة الحياة ، حركتها ، قدراتها ، تشكيلاتها ، هذه الطاقة تواجدت في الفضاء بتركيبة معينة من الخالق العظيم فكونت مايسمى طاقة ، هذه الطاقة تتذبذب  ذراتها وتتشكل وتعطي كثافة ما ، تختلف أشكال الحياة على أساسها ، وبحسب ما نفكر ونشعر ونتكلم ونتحرك به ، فالحركة طاقة ، الكلام طاقة النظرات ، الصوت ، الشم ، اللمس ، السمع ، إيحاءات الجسد وكلها طاقة ، بالإضافة إلى كل مايستخدمه الإنسان وطريقة سلوكه وتصرفاته .
أما كلمة سوّها أي جعل الحياة في الكون وللإنسان متساوية بكل محتوياتها .
(فألهمها  فجورها وتقواها)  أي ألقى الله بها السيء والجيد ، وبدأ بالسيء ثم الجيد لأن بتغيير الطاقة يتغير العمل أو السلوك...( الحسنات يذهبن السيئات ) إلى جانب أن هناك التوبة . ( كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون ) ( حديث ).
أي ابن آدم كثير الوقوع بالخطأ ، والله هنا رحيم بعباده بأن يعطي فرصة أو أكثر للإنسان بأن يعدل من خلال تغيير اختياره .يريد الله سبحانه وتعالى أن يجتهد الإنسان ويبحث عما يغير خياراته .
فالله سبحانه وتعالى بدأ بكلمة ألهمها فجورها لأن الإنسان ضعيف ممكن في البداية يخطيء ، فيستطيع أن يعدل مساره الطاقي بالتوبة والدعاء لله بأن يغفر له إلى جانب القيام بالعبادة والعمل الصالح . 
ويأتي دور نعمة الاختيار ونتيجتها المحسومة في النهاية ( ابدأ والنهاية في ذهنك ) .
وهذا الاختيار  المسيّر بإذن الله يأتي من النية وعقربها الضمير  . فمن يختار الخير فقد فاز  ، ومن يختار السوء فقد خاب ، 
والنفس هي الحياة كما ذكرنا ومتواجدة وممتدة إلى أن تحين ساعة رحيلها من هذه الدنيا .
بهذا نستطيع أن نقول بأن قصة حياة كل منا عباره عن أحداث وسيناريو وأدوار على مسرح الحياة

عدد الزيارات : 1650 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق