> مقالات

الورق يلفظ أنفاسه .. !!

كتب : ناصر العبدلي |
الورق يلفظ أنفاسه .. !!

مايستجد من أعمال
الصحف الورقية تعيش أسوأ أيامها ليس على الصعيد المحلي فقط بل حتى على الصعيد العالمي ، لكن المفارقة أن الصحافة تعيش أفضل أيامها مع إنخراط الجميع فيها ، ربما يقول أحدهم أن الراديو والتلفزيون لم يؤثرا على الصحافة الورقية كما توقع الكثيرين عند إختراعهما آنذاك بل أستمرت الصحف الورقية كما هي اليوم وربما تألقت أكثر ، هذا صحيح لكن هناك فرق
بين الفكرتين . على الصعيد المحلي كان هناك خمس صحف ( القبس ، السياسة ، الوطن ، الأنباء ، الرأي العام ) وكان ملاكها والعاملين فيها كالنجوم في المجتمع فهي المتسيدة للساحة ، خاصة مع إعلام حكومي متواضع ، ومع قيود على إصدار صحف أخرى أستمر حتى قبل سنوات قليلة ، وفي ظل هذا الواقع يمكن إنتقاء صحيفتين من تلك الصحف نستطيع أن نطلق عليهما نجمتي الصحافة المحلية ( القبس ، الوطن ) ، خاصة مع بيع الأخيرة للشيخ علي الخليفة . صحيفة القبس ورئيس تحريرها المميز محمد الصقر آنذاك كانت قلعة التيارات السياسية غير الإسلامية ( القوميين ، الليبراليين ، اليسار بكافة تصنيفاته ) بعدما خسروا الوطن أيام " القناعات " ، أما صحيفة الوطن فتحولت إلى منصة إسلامية بكافة تصنيفات التيارات الإسلامية ( إخوان ، سلف ، تحرير ) مع تولي الشيخ علي الخليفة إدارتها ، وقد أنشغل العاملين في الشأن العام والمواطنين بصراعاتهما في تلك المرحلة ، وكانت صراعات ساخنة بكل ماتعنية المفردة من معنى . اليوم بعد تحرير الحكومة الساحة الإعلامية وظهور بعض الصحف الجديدة أصيبت تلك الساحة بفوضى عارمة من حيث الإصدار ، لكنها تجاوزتها مع الوقت حيث أغلقت الكثير منها ولم تبقى سوى جريدتين ( الراي ، الجريدة ) ، وهما مميزتين فعلا ، لكن الوقت لن يسعفهما ، فظهور شبكات التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك ، تويتر ، يوتويب ) وجه للجميع ضربة قاضية ، ولن يتمكنوا من إستعادة وعيهم . الصحف المتبقية " تنازع " حتى الآن ( الراي ، الجريدة ، القبس ، السياسة ) ، فهناك حصار شديد للعاملين فيها بدءا بتسريح العشرات منهم ، وتخفيض رواتب البقية ، وإيقاف مكافآت كتاب المقالات ، واللجوء إلى تطوير المواقع الإلكترونية كبديل لعل وعسى ، غير منتبهين إلى أن كل تلك الخطوات لن تغير من الحقيقة شيئا وهي وفاة تلك الصحف ومواقعها الإلكترونية ، ولم يتبقى سوى حثو التراب عليها .
ناصر العبدلي

عدد الزيارات : 972 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق