> طب وصحة

هل تتحكَّم مشاعرك في شهيتك للطعام؟


هل تتحكَّم مشاعرك في شهيتك للطعام؟

د. ولاء حافظ - تتضمن سلسلة «كيف تكون إنساناً أفضل»، مجموعة من النصائح التي تقدمها اختصاصية التغذية والصحة في جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس الأميركية إيف لاهيجاني لمساعدة الأشخاص الذين يفرطون في تناول الطعام تبعاً لحالتهم النفسية. أفادت لاهيجاني في تقرير نشره موقع Ideas Ted بأن تناول الطعام ليس أمرًا سهلاً بالنسبة للكثيرين، فبمجرد أن يبدأ الشخص بتناول طعامه لسد حاجة الجسم من الطاقة فإنه سرعان ما يحدث تشابك بين الطعام والمشاعر والأفكار والذكريات والطقوس المختلفة. فحالة تناول الطعام تثير جميع أنواع المعاني كالعزاء والعقاب والتهدئة والاحتفال والالتزام. ووفقاً لليوم والحالة النفسية التي يكون عليها الشخص، يمكن أن ينتهي به المطاف إلى الإفراط في تناول الطعام، أو تناول وجبة خفيفة أو تناول الطعام بشكل غير حكيم. وعليه، تقترح لاهيجاني انه قد حان الوقت لكي يعيد الشخص التفكير في علاقته بالطعام، وتقدم ثلاث خطوات تساعد في الوصول إلى تغيير العلاقة بين الطعام والمشاعر: 1. تناول الطعام في حالة الجوع فقط هناك أشياء كثيرة تدفع الأشخاص إلى تناول الطعام؛ منها ما هو مرتبط بالوقت، فمثلاً وقت الظهيرة يعني أنه قد حان وقت الغداء، ومنتصف الليل يعني وقت الوجبات الخفيفة، وما إلى غير ذلك. كما يرتبط بالحالة النفسية التي يكون الشخص عليها، فهو سعيد، قلق، حزين، وغيرها يتناول أيضًا الطعام. وبالمثل، قد يقمع شهيته لعدة أسباب؛ كونه مشغولا للغاية، حزينا، مجنونا، لا أحد يشاركه وجبته، الوقت مبكر جدًا أو متأخر جداً لتناول الطعام، متحمس للغاية، وما إلى غير ذلك. ومن ثم، تنصح لاهيجاني هؤلاء الأشخاص بضرورة تناول الطعام فقط عندما يشعرون بالجوع، وأن يتوقفوا عن تناوله بمجرد الشعور بالشبع. كما أنه من الحكمة أيضا تناول الطعام عندما يشعر الشخص بالجوع لأول مرة، لأنه أكثر عرضة للاستمتاع بتناول طعامه ومن المحتمل أن يتناول طعامه بحذر شديد.   بعكس الحال عندما يشعر بالجوع الشديد، من المحتمل أن يُفرط في تناول الطعام بشكل كبير يتجاوز الحد المسموح. 2. إطعام الجسم بما يتوق إليه فقط عادة ما يأخذ النظام الغذائي للأشخاص أحد شكلين: إما أن يتبع نظاماً غذائياً صارماً أو أن يفرط في تناول الأطعمة بشراهة. وكلما يتبع الشخص نظاما غذائيا، فهذا النظام الغذائي يحدد له ما يجب أن يتناوله، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تطوير علاقة مختلفة مع الطعام، وبدلاً من الإصغاء إلى آراء الآخرين حول ما يجب أن يتناوله الشخص فإنه يُطعم جسمه ما يمكن أن يتوق إليه، وخاصة الأطعمة المغذية مثل الخضروات والفواكه. 3. عدم استخدام الطعام كمكافأة أو كعقاب في مرحلة الطفولة، تعلم الأطفال أنه مع الحفلات وحالات الفرح يتناولون الكعك، بينما في حالة ارتكاب الأخطاء فلا مجال لتناول الكعك. ولكن أحد الأشياء العظيمة حول كون الشخص بالغًا هو أنه يمكنه ضبط القواعد الخاصة به، فليس ضروريًا أن يصاحب الاحتفال بأعياد الميلاد تناول الكعك، بل يمكن تناول الفواكه الطازجة أو صنع وجبات حارة أو الاحتفال بطرق لا علاقة لها بالأكل. في الأخير، أوضحت لاهيجاني عندما تراجعت مشاعرها المشحونة بالطعام، كان لذلك أثر كبير على المجالات الأخرى في حياتها، حيث تعلمت كيفية الاستماع إلى نفسها، وأصبحت أفضل في الاستماع إلى الآخرين، وأصبحت أكثر تعاطفا، فضلاً عن تزايد ثقتها بنفسها وعلاقاتها، وأصبحت أكثر حبا لنفسها، وتعلمت أيضا ما يعني أن تحب شخصا آخر.



عدد الزيارات : 780 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق