> اقتصاد

هل بدأت حرب المعادن الأرضية النادرة؟


هل بدأت حرب المعادن الأرضية النادرة؟

أحمد طلب- في 29 مايو الماضي، أي قبل نحو 6 أشهر من الآن، نشرت عدة صحف صينية بعض التحذيرات من أن الصين مستعدة لاستخدام المعادن الأرضية النادرة في الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم، إلا هذا الأمر لم يترجم حتى الآن إلى موقف رسمي، لكنه كان بمثابة جرس إنذار للإدارة الأميركية، وهو ما دفع أقوى جيش في العالم للتدخل. قبل أشهر زار الرئيس الصيني، شي جين بينغ، مصنع للمعادن الأرضية النادرة، وأعتبر الكثيرون أن هذه الزيارة رسالة واضحة لأميركا تهدد بأن الصين ستستخدم مركزها المهيمن باعتبارها مُصدرا للمعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، خاصة أن بكين ساهمت بنحو 80% من واردات واشنطن من المعادن النادرة في الفترة بين 2014 و2017، وفق تقديرات رسمية. وقال تقرير حديث نشر على «سي إن إن» إن المعادن الأرضية ليست "نادرة" بالفعل، بل يمكن العثور عليها في بلدان أخرى -بما في ذلك الولايات المتحدة- إلا أن ندرتها تكمن في صعوبة استخراجها بأمان، بينما يوجد حوالي ثلث تجمع هذه المعادن الأرضية النادرة في العالم في الصين. وتشير تقديرات المسح الجيولوجي الأميركي إلى أن بكين تسيطر على أكثر من 90% من الإنتاج، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض تكاليف العمالة والتشريعات البيئية الأقل صرامة في الصين. Volume 0% This ad will end in 8   والسؤال الأهم الآن، طالما أن أميركا تستطيع إنتاج معادن أرضية ما الذي يمنعها؟ ويجب تقرير نشرته وكالة «رويترز» أن الشركات الأميركية لا يزال أمامها سنوات حتى تتمكن من منافسة الهيمنة الصينية على المعادن الأرضية النادرة، وأرجع التقرير السبب في ذلك إلى افتقار الولايات المتحدة إلى منشآت المعالجة المحلية، إذ أن الصين تهيمن على قطاع معالجة تلك المعادن. ويبدو أن المساعي الأميركية في هذا القطاع ستأخذ منحنى جديدا، إذ كشف الجيش الأميركي عن أنه يعتزم تمويل بناء منشأة لمعالجة المعادن الأرضية النادرة، لمحاولة تأمين الإمداد المحلي من المعادن المستخدمة في صنع الأسلحة والإلكترونيات العسكرية، وفق وثيقة حكومية. وذكرت الوثيقة أن الفرقة العسكرية المشرفة على الذخائر طلبت الشهر الماضي من عمال المناجم تقديم مقترحات بشأن تكلفة مصنع تجريبي لإنتاج الأتربة النادرة، وسيكون ذلك الاستثمار المالي الأول للجيش الأميركي في معالجة المعادن الأرضية النادرة على نطاق تجاري منذ أن صنع مشروع «مانهاتن» أول قنبلة ذرية في الحرب العالمية الثانية. يشار إلى أن هناك ثلاث شركات على الأقل مقرها الولايات المتحدة لديها مصانع معالجة معادن نادرة تحت الإنشاء أو قيد التخطيط، وتشير تقديرات لوكالة «رويترز» إلى أنه من المقرر أن يبدأ مصنع في العمل العام المقبل. جدير بالذكر أن المعادن النادرة هي مجموعة من 17 عنصرًا كيماويًا تُستخدم في كل شيء من الإلكترونيات الاستهلاكية ذات التكنولوجيا الفائقة إلى المعدات العسكرية.



عدد الزيارات : 1038 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق