> اقتصاد

ما الخطأ الذى وقع فيه أسرع اقتصاد نمواً فى أوروبا؟


ما الخطأ الذى وقع فيه أسرع اقتصاد نمواً فى أوروبا؟

محمود سعد- واحدة من أقوى قصص النمو الاقتصادي في أوروبا هذا العام، لكنها لديها أيضا واحدا من أسوأ آداءات البورصات فى العالم.. إنها بولندا. وفي حين تتمتع البلاد باقتصاد مزدهر، فإن ذلك لا يشمل بالضرورة سوق الأسهم الذى خالف حركة أسواق السهم على المستوى العالمى وتراجع بدلا من الارتفاع، وتقول وكالة بلومبرج إنه لايوجد ما يشير إلى أن الأمور على وشك التغير خلال العام المقبل. ومن المقرر أن ينهي مؤشر WIG20 الرئيسي في البلاد عام 2019 بين أضعف أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، مع خسارة قدرها 7.2 فى المائة. ويتناقض هذا بشكل حاد مع مكاسب مؤشر «ستوكس يوروب 600» التى بلغت 24 فى المائة هذا العام. وقد يكون العام المقبل أكثر صعوبة مع التوقعات التى تشير إلى أن نمو الاقتصاد البولندى سيتباطأ إلى معدل 3.4 فى المائة وهو أدنى مستوى له فى خمس سنوات. وتأثرت البنوك البولندية بشدة، حيث تراجعت أسهم بنك «ملينيوم إس إيه» بمعدل 37 فى المائة منذ بداية العام الحالى، وفقد «ستاندر بنك بولسكا» 17 فى المائة من قيمته السوقية، كما هبط سهم «بى كيه أو بننك » 12 فى المائة، متأثرا بسلسلة من المعارك القانونية مع المقترضين بعد تضخيم القروض العقارية بالعملات الأجنبية. وفتح حكم الصادر عن المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي في أكتوبر الماضي الباب أمام احتمال إلغاء نصف القروض غير المستحقة البالغة 31 مليار دولار ، مما يعني أن مخاطر التقاضي قد تمنع أي انتعاش في القطاع العام المقبل. وقال كاميل ستولوسكي المحلل لدى «سانتاندر بنك بولسكا» للسمسرة إن التقييمات المنخفضة بالفعل للأسهم البولندية لن تكون طعمًا كافياً للمستثمرين في الأشهر المقبلة، والبنوك التي تستحوذ على على 30 فى المائة من الورزن النسبى لمؤشر وارسو تواجه مشاكل قانونية مكثفة مع قروضها بالعملات الأجنبية التي يصعب تحديدها. ولا يعد الوضع أفضل فى أسهم شركات قطاع المرافق التى تسيطر عليها الدولة، فقد تراجعت أسهم شركة «بى جى إي» بنسبة 20 فى المائة هذا العام، وانخفضت القيمة السوقية لشركة «تايرون» بنحو 25 فى المائة، بينما تراجعت أسهم شركة الغاز المعروفة باسم «بى جى إن آى جى» بمعجل 40 فى المائة مع تخلي المستثمرين عن الأسهم وسط مخاوف بيئية حول مستقبل أعمال إنتاج الكهرباء التي تعتمد على الفحم في الغالب ومحاولة الدولة لدمج شركات فى القطاع. وأعلنت شركة «ريفينر أورلين» القابضة المالكة لشركة الطاقة «إنيرجا» الشهر الحالى أن الحكومة قد تستخدم كيانات أقوى لدعم كيانات أخرى أضعف منها في مشاريع استثمارية مثيرة للجدل، مثل بناء محطة كهرباء «أوستروليكا». Volume 0% This ad will end in 6   وقال جرزيجورز زوادا ، رئيس الوساطة في شركة «بى كيه أو» أن العام الحالى فى بولندا أثبت أن الاقتصاد القوي لا يكفي لجلب المستثمرين إلى سوق رأس المال، وبورصة وارسو بحاجة إلى قصص جديدة لاستعادة جاذبيتها للمستثمرين. وفي الوقت الحالي، لا يظهر سوق الأسهم في بولندا أي علامات على الحياة يمكن أن تشبه ربح الاكتتاب العام الأولي من العقد الماضي. وانخفضت قيمة الأسهم المباعة في الاكتتابات العامة هذا العام إلى 45 مليون زلوتي «12 مليون دولار»، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2003 على الأقل، وفقا لبيانات من بورصة وارسو، حيث توفر صناديق الأسهم الخاصة فرصًا أكثر جاذبية. فى المقابل فاقت عمليات الشطب عدد الاكتتابات الأولية في سوق الأسهم الرئيسي في السنوات الثلاث الماضية. وشملت قائمة المغاردرين شركات «سينثوز» للكيماويات و«روبياج» لبناء المنازل و«جلوبال وورث ريال ستيت» و«برايم كار مانجمنت» و«إنفستمنتس». وبرغك كل تلك المشكلات فلم تكن كل الأسهم البولندية سيئة، وكان هناك أبطال فى بورصة وارسو خلال العام الحالى، فقد ارتفعت أسهم شركات الاتصالات على أمل أن تتلاشى حرب أسعار محلية، بينما استفاد تجار التجزئة أيضًا من طفرة في الإنفاق الاستهلاكي. وارتفعت أسهم صانع ألعاب الكمبيوتر «سى دى بروجيكت»، بنسبة 76 فى المائة في عام 2019 ، مدعومًا بالصخب حول لعبة الأفلام الجديدة المقرر إطلاقها في أبريل المقبل. لكن الضغط مستمر، فقد تأثرت أرباح البنوك بالفعل بسبب تخلف الشركات عن سداد الديون، وبالنسبة لمعظم المقرضين ، سيكون المفتاح لعام 2020 هو السرعة التي سيحتاجون إليها لزيادة مخصصات قروض الصرف الأجنبي بعد مناقشات مع مدققي الحسابات. ولا تزال المرافق تواجه تحدي واردات الطاقة، وضغط التكاليف من ارتفاع رسوم الكربون وعدم اليقين فيما إذا كانت الحكومة ستظل تعوض تلك الشركان عن تجميد أسعار الكهرباء المنزلية. وتفرض شركة «تريجون» للسمسرة بتصنيف ضعيف لكل من شركات الطاقة والبنوك بسبب ارتفاع المخاطر وتقترح أيضًا توخي الحذر للصناعة بسبب ارتفاع تكاليف العمالة. وقال ستولسكي إن النظرة غير المؤكدة للبنوك والمرافق هي عوامل ستحافظ على تثبيط المستثمرين عن اتخاذ موقف، حيث لا يمكنهم فهم المخاطر بشكل كامل.



عدد الزيارات : 1038 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق