> محليات

الكويت تتفاجأ بتغيّر موقف دولة خليجية من الأزمة العراقية !


الكويت تتفاجأ بتغيّر موقف دولة خليجية من الأزمة العراقية !

تكشف وثائق رسمية رفعت الحكومة البريطانية السرية عنها قبل أيام في الأرشيف الوطني بلندن، وتنشرها «القبس» أن أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد «فوجئ» بتغيير طرأ على موقف دولة خليجية من الأزمة مع العراق في عام 1995، وهو تغيير ترافق كذلك مع «ليونة» بدأت دول عدة تتبناها في مسألة العقوبات المفروضة على العراق، على خلفية غزوه الكويت عام 1990. ولا تشرح الوثائق تحديداً ما هو سبب الاستياء الذي أبداه الشيخ جابر من مواقف رئيس تلك الدولة الخليجية، لكنها تشير إلى أن أمير الكويت أبلغ رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، جون ميجور، أنه سيوفد مبعوثاً وزارياً لمقابلته والطلب منه عدم الذهاب أبعد مما ذهب من الموقف الجديد الذي تبناه بخصوص العراق. تتضمن الوثائق محضراً للقاء، الذي جرى بين أمير الكويت الراحل وجون ميجور، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، عام 1995. ويوضح المحضر أن الزعيمين كانا يتبنيان الموقف ذاته بخصوص ضرورة إبقاء العقوبات على حكم صدام حسين، إلى حين تنفيذه كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بغزوه الكويت. ويشير أيضاً إلى أنهما ناقشا تأثير انشقاق حسين كامل، وزير التصنيع العراقي الأسبق وزوج ابنة صدام، رغد، على النظام في بغداد، ناقلاً عن الشيخ جابر قوله إن حسين كامل «يملك الكثير من الأسرار» عن حكم صدام الذي يحاول أن يُظهر أن انشقاق صهره لم يترك تداعيات على حكمه، بحسب ما لاحظ الشيخ جابرفي حديثه مع ميجور. وقُتل حسين كامل في فبراير 1996 بعدما وافق على العودة إلى بغداد، لكنه كان قد أدلى، خلال فترة انشقاقه وفراره إلى خارج العراق (الأردن)، بمعلومات كثيرة عن برامج التصنيع العسكرية العراقية، بما في ذلك جهود امتلاك أسلحة دمار شامل. صفقات السلاح ولم تغب صفقات السلاح التي تسعى شركات عسكرية بريطانية إلى إبرامهما مع الكويت، عن الوثائق التي رُفعت عنها السرية. فقد تضمنت الوثائق مراسلات سرية بين شركتي بريتيش إيروسبيس وهانتنغز ديفانس، والحكومة البريطانية (رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع) بشأن صفقتي تسلّح مع الكويت. وتتعلّق الأولى بصفقة صواريخ «سي سكوا»، وهي صواريخ جو ـــــ أرض تُستخدم من فوق متن طائرات هليكوبتر ضد سفن حربية. وتكشف الوثائق أن الكويت كانت مقتنعة بأن هذه المنظومة الصاروخية تناسب احتياجاتها. أما الصفقة الثانية، فكانت تتعلق بصواريخ «لاو 80»، وهي صواريخ محمولة على الكتف وتُستخدم ضد الدبابات. وأبلغ الشيخ جابر رئيس الوزراء البريطاني أن بلاده لم تأخذ قراراً بعد في شأن هذه الصواريخ. واعتبرت إحدى الوثائق أن الكويت تتعامل مع قضية صفقات السلاح مع الشركات البريطانية على أساس أنها ليست في عجلة من أمرها و«صعب» نيل موافقتها. كما شددت الوثائق على أن الشيخ جابر أبلغ ميجور أن أي صفقة لا بد أن تمر عبر الاجراءات العادية في مجلس الأمة (البرلمان الكويتي) ولا يمكن إبرام أي اتفاق ملزم، إذا لم تكن هناك موازنة محددة له تحظى بموافقة النواب. الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وجون ميجور نص محضر لقاء الشيخ جابر وجون ميجور: المحادثات «همساً».. والوفد الكويتي ضم تسعة أشخاص «صامتين» تضمّنت الوثائق المفرج عنها محضراً للقاء الذي جمع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد ورئيس الوزراء البريطاني جون ميجور ، بتاريخ 24 أكتوبر 1995، كتبه روديريك لين، السكرتير الخاص لرئيس الوزراء، وبعث نسخة منه إلى ويليام إيرمان في وزارة الخارجية والكومنولث. وجاء في المحضر: زار رئيس الوزراء البريطاني، الشيخ جابر لمدة نصف ساعة في صباح 23 أكتوبر. كان برفقة الأمير تسعة أشخاص إضافيين بقوا صامتين. دار الحديث همساً، بعيداً بعض الشيء عن (بقية) الحضور، وما يلي هو ما تمكنت من سماعه. قال رئيس الوزراء إن الخليج يبقى منطقة اهتمام استراتيجيي وتاريخي لنا. فلدينا أصدقاء قدماء هناك، ونحن قلقون بعمق من نشاطات العراق. شكوكنا حول العراق لم تتراجع البتة. المعلومات الأخيرة، بما في ذلك من المنشقين، كشفت بعض خطط صدام حسين، ووضع معداته العسكرية، ومستوى برنامجه لتطوير أسلحة دمار شامل. لم تتغير مقاربتنا. على العراق أن يستجيب بشكل كامل لكل قرارات مجلس الأمن الدولي. لا يجب السماح له بتفادي تطبيق تلك القرارات من خلال عامل الوقت. إننا واعون أن بعض أصدقائنا بدأوا يأخذون مساراً أكثر ليونة إزاء العراق. لا نتفق معهم. لقد أدخل صدام حسين المنطقة في الفوضى من قبل. لا يجب السماح له بفعل الأمر ذاته من جديد. قال الأمير إن انشقاق حسين كامل ترك أثراً في المنطقة لكونه كان يملك الكثير من الأسرار. صدام حسين أراد أن يُظهر أنه لم يتأثر بالانشقاقات. من الضروري الاستمرار في مواصلة فرض (العقوبات المنصوص عليها) قرارات مجلس الأمن. إذا ما جرى رفعها فسيحاول صدام حسين أن يطور أسلحة دمار شامل وأسلحة أخرى لأغراض عداونية. يتفق (أمير الكويت) مع رئيس الوزراء على أن العقوبات يجب أن تبقى في محلها، حتى تنفيذ القرارات (الصادرة عن مجلس الأمن) بشكل كامل. قال رئيس الوزراء إن من المهم أن نُقنع بعض شركائنا بهذا الأمر. قال الأمير إنه رأى رئيس روسيا (بوريس يلتسن)، ورئيس فرنسا (جاك شيراك)، ورئيس الصين (جياغ زيمين) في نيويورك. هو يعرف أنهم يفكرون في نفس الخط (بشأن العراق). رد رئيس الوزراء بالقول إنه يأمل في أن يبقوا حازمين (أي ألا يتراجعوا في قضية العقوبات على العراق). إذا ما بقوا حازمين فلن تكون هناك مشكلة. قال رئيس الوزراء إنه من المهم كذلك أن يبقى مجلس التعاون الخليجي حازماً أيضاً (في قضية العراق). فقال الأمير إن تصريح رئيس إحدى الدول الخليجية شكّل مفاجأة له. قال إن الكويت سترسل موفداً وزارياً لا ليطلب منه أن يتراجع عن موقفه، بل لكي لا يكرر بيانه هذا أو أن يذهب أكثر في هذا الاتجاه. قال رئيس الوزراء إن الرئيس صديق قديم جدّاً لنا. ولكن، في هذه المناسبة، هو لا يتفق معه، لكنه لا يريد أن تؤثر هذه القضية في علاقاتنا الوثيقة. وأشار الأمير إلى أن بعض الأصدقاء عليهم أن يطلبوا منه ألا يذهب ابعد في هذا الخط فيما قال رئيس الوزراء إنه سعيد بسماع أن الكويت سترسل مبعوثاً إليه. ملف البوسنة عند مناقشة الملف البوسني في المباحثات بين الأمير الشيخ جابر الأحمد ورئيس الوزراء البريطاني جون ميجور قال ميجور إن بعض التقدم قد تحقق في البوسنة. بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، نحن نخطط الآن لعقد لقاء في لندن من أجل تطبيق السلام والتعامل من النواحي العملية للمحافظة على السلام، بما في ذلك إعادة الإعمار. ما زال لدينا أكثر من 8 آلاف جندي بريطاني في البوسنة والكثير من المعدات. كانت لدينا قوة عسكرية هناك أكثر من أي دولة أخرى. كما كنا مقدمين بارزين للمساعدات الإنسانية. قال إنه مع تنفيذ اتفاق التسوية، ستقدّم المملكة المتحدة مساهمة كبيرة لقوة تطبيق السلام، لكننا لم نحدد بعد حجم هذه القوة. نأمل في أن تكون هناك مساهمات كبيرة كذلك من الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا ودول أخرى. مسألة كم ستبقى قوة تطبيق السلام هناك سؤال ما زال تتعيّن الإجابة عنه. قال الأمير إنه فهم أن هذه القوة ستذهب إلى البوسنة لمدة سنة. قال رئيس الوزراء إن هذا صحيح. ولكن، بشكل خاص بينهما، يمكنه أن يقول (لأمير الكويت) إنه ليس متأكداً أن هذا سيحصل بحلول نهاية العام. هذا أحد الأسئلة التي تحتاج المناقشة في المؤتمر المقترح. هو (جون ميجور) واضح أن هناك حاجة لهذه القوة. وربما سيكون عليها البقاء هناك لبعض الوقت. قال الأمير إن البوسنيين عانوا لوقت طويل. أي إنسان شريف سيريد أن يرى نهاية لمعاناتهم. قال رئيس الوزراء إن هذا بالتأكيد ما يريده هو نفسه. لقد خسرنا جنوداً هناك. في وقت من الأوقات بلغ عدد جنودنا هناك أكثر من 11 ألف جندي. لقد مرت ثلاث سنوات منذ نشرنا قواتنا هناك. قال رئيس الوزراء إنه ليس متأكداً أن الناس يفهمون بشكل كامل حجم إعادة الإعمار التي سيكون مطلوباً تنفيذه (في البوسنة). في سراييفو وحدها، المملكة المتحدة تشارك بأكثر من 200 مشروع إغاثي. لكن هذا ليس سوى خدش صغير على السطح مقارنة بما تحتاجه البوسنة على مدى السنوات المقبلة. قال رئيس الوزراء إنه إن لم يتم الالتزام بالتسوية فستكون هناك مخاطر متزايدة للصراع في جنوب شرقي أوروبا. إننا على أهبة جمع مؤتمرنا الثالث في لندن عن البوسنة. نأمل في ألا نكون بحاجة لعقد مؤتمر رابع.   «سي سكوا» و«لاو 80» أثناء مناقشة ملف صفقات التسليح بين الشيخ جابر الأحمد وجون ميجور، قال رئيس الوزراء إنه على دراية بأن الكويتيين ربما سيأخذون قريباً قرارات بخصوص شراء «لاو 80» وصواريخ «سي سكوا». شرح أن الـ«لاو 80» هو سلاح مضاد للدبابات قصير المدى. يأمل في أن هذه المعدات ستكون في خدمة الكويت. قال الأمير إن صواريخ «سي سكوا» تم تقييمها على أنها السلاح الأفضل للكويت، ولكن ستكون هناك بالطبع حاجة لتخصيص ميزانية للسنة المقبلة من أجل شرائها. الاجراءات البرلمانية الكويتية تمنع توقيع اتفاق ملزم من دون أن تكون هناك مخصصات في الموازنة. سأل رئيس الوزراء متى سيتم الانتهاء من الاجراءات البرلمانية. أجاب الأمير بأنه يتوقع أن يحصل هذا قبل يوليو. سأل رئيس الوزراء إذا كان ما قاله الأمير ينطبق فقط على «سي سكوا». رد الأمير بأن فريقه لم يبدأ بعد في تقييمه السلاح المضاد للدبابات (لاو 80)، أو على الأقل لم يعطِ رأيه فيه. أشار رئيس الوزراء إلى زيارة الدولة الأخيرة التي قام بها أمير الكويت (لبريطانيا)، وإلى الزيارة المقبلة للأميرة الملكية (في إشارة إلى الأميرة آن، ابنة الملكة اليزابيث) للكويت. (الجزء الوارد هنا في المحضر تم ابقاء السرية عليه، وحُذف من الوثيقة المفرج عنها، وهو أمر يتم بناء على قوانين بريطانية تمنع النشر مؤقتا إذا كانت المعلومات حساسة وتتطلب ابقاءها سرية) إصلاحات الأمم المتحدة لخص رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور النقاط التي سيثيرها في خصوص اصلاح الأمم المتحدة في خطابه (لاحقاً هذا الصباح). شدد على أنه سيتحدث من منطلق أنه داعم قوي للأمم المتحدة. تعليق كان الاجتماع لطيفاً جدًاً ومنسجماً. لكنها قواعد اللعبة ومن الصعب الحصول على موافقتهم بخصوص الصفقات الأخيرة. إنني أرسل نسخاً من هذه الرسالة إلى مارغريت ألفريد (وزارة الدفاع) وبول ليفر وميلاني ليتش (مكتب شؤون الحكومة ـــــــ كابينيت أوفيس). التوقيع: روديريك لين مرسلة إلى: ويليام إيرمان، وزارة الخارجية والكومنولث. 


عدد الزيارات : 1173 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق