> مقالات

اخفاء الحقيقة ونتائجها ..

كتب : ليما الملا |
اخفاء الحقيقة ونتائجها ..


‎إخفاء الحقيقة عن الآخرين امر عادة ما تكون عواقبه وخيمة ويؤدي في مجمل الأحوال إلى كوارث يعتمد تأثيرها على حجم الحقيقة المطلوب إخفائها. ففي الأيام القليلة الماضية شاهدنا اكثر من مثال على من يريد إخفاء حقائق والنتائج المترتبة عليها. فمحليا خرجت الحكومة لتخيف المواطنين وإثارتها موضوع العجز المالي في الميزانية !!..وتصدت الحكومة بعدها لكل من يشكك في الأرقام التي قدمتها والتي تبين انها بعيدة عن الحقيقة،  ليصاب الجميع بالإحباط لدرجة تهديد البعض بمقاطعة احتفالات العيد الوطني والتحرير..
‎وفي امريكا ...فقد حاول البيت الابيض في اكثر من مناسبة إخفاء حقائق عن المسئولين الذين اختارهم دونالد ترامب على مدى ثلاثة سنوات، والنتيجة سجن أكثرهم بدءًا من  مايكل فلين المستشار للأمن القومي،  ومايكل كوهن المحامي الخاص لترمب،  روجر ستون احد كبار المسئولين في حملة ترمب الانتخابية والامر ذاته ينطبق على بول مانافورت...
‎ ومؤخرا،  جاهد مجلس السينيتورز الامريكي للوقوف ضد عزل دونالد ترامب عن الحكم بعد ادانته من الكونغرس، ورفضت الأغلبية الجمهورية الاستماع لأي شهود في القضية أو السماح بإدراج المستندات،  والنتيجة الأولية لإخفاء الحقائق  ان أغلبية من الشعب الأمريكي لا يثق بمؤسسات بلادة بعد المسرحية الهزلية التي قدمها السيناتورز الجمهوريين باستثناء ميت رومني،  و ربما القادمة ستكون خسارة اكثر هؤلاء السيناتورز مقاعدهم في الانتخابات المقبلة .
‎ولكن اخطر أنواع الحقائق تلك التي يدفع ثمنها أشخاص لا ذنب لهم سوى ان حكومة معينة اعتمدت السرية في تصرفاتها بكل غباء ودون دراسة لتفجر بعدها كارثة حتى هذه اللحظة من الصعب التنبؤ الى أين ستذهب. فالحكومة الصينية كانت على دراية بمرض كورونا ومصدره بعد ان تم التحقيق مع الطبيب المكتشف للمرض، وبالطبع كأي حكومة دكتاتورية اجبرت الطبيب على السكوت وهددته بعدم نشر الموضوع لأسباب أمنية !!!...ليصطدم العلم المتمثل بالطبيب بالجهل الذي يمثله العسكر والنتيجة انتصار الجهل على العلم لتكون نتيجة اخفاء الحقيقة انتشار مرض قاتل مثل كورونا عالميا متخطيا حدود الصين..
‎اخفاء الحقيقة امر  عمره قصير لاسيما في زمن الانترنت والتقدم التكنولوجي والعلمي، وللأسف فان اكثر من هم في مواقع مسئولة هذه الايام مازالوا يفكرون بطريقة الخمسينات والستينات من القرن الماضي اتجاه اخفاء الحقائق،  وهذا يجعلهم وكأنهم تلفزيون ابيض واسود في عام 2020.

عدد الزيارات : 1971 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق