> دولي

«البطل الذي قال الحقيقة».. ثورة على الحكومة الصينية بعد وفاة مكتشف كورونا


«البطل الذي قال الحقيقة».. ثورة على الحكومة الصينية بعد وفاة مكتشف كورونا

إسماعيل سليم -  رغم أن مواقع التواصل الاجتماعي الصينية تخضع لرقابة شديدة من قبل السلطات؛ إلا أن ذلك لم يمنع المواطنون من التعبير عن سخطهم وغضبهم بعد الإعلان عن وفاة الطبيب، «لي وين ليانغ»، الذي كان أول من حذر من فيروس كورونا، إثر الإصابه به. وفرضت السلطات الصينية رقابة على دعوات تطالب بحرية التعبير في أعقاب وفاة الطبيب «لي وين ليانغ» وسط تصاعد الغضب على نطاق واسع، وتصدر هاشتاغات «حكومة ووهان تدين للدكتور لي وين ليانغ بالاعتذار»، و«نريد حرية التعبير»، بأبرز مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، «Weibo» و «WeChat» لكن السلطات سارعت بحذف آلاف التغريدات التي تحمل انتقادات للحكومة الصينية، بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز. الأكثر قراءة وأصبحت الموضوعات النتعلقة بوفاة الطبيب لي الأكثر قراءة على الموقع الصينية ونوقشت بشكل مكثف في مجموعات الرسائل WeChat الخاصة، حيث عبر الناس عن الغضب والحزن. وكان قد حذر لي زملائه على وسائل التواصل الاجتماعي في أواخر ديسمبر الماضي من وجود فيروس غامض من شأنه أن يصبح وباء، وهو التحذير الذي تسبب في أن تحتجزه الشرطة في ووهان في 3 يناير بإدعاء «نشر شائعات كاذبة»، ثم أرغم لاحقاً على توقيع وثيقة للشرطة للاعتراف بأنه انتهك القانون و «عطل النظام الاجتماعي بشكل خطير». وقال أحد المغردين «إنهم مدينون لك بالاعتذار» وقال شخص آخر «الشموع الطيبون لا يعيشون حياة طويلة، ولكن الشر يعيش منذ ألف عام»، وأظهرت صورة نُشرت أيضًا على موقع Weibo وهو منصة للتدوينات تحاكي تويتر رسالة بعنوان «وداع Li Wenliang» ، محفورة في الثلج على ضفة نهر في بكين. ويبدو أن رد الفعل الشعبي القوي لفت انتباه القيادة العليا، مما جعل اللجنة المركزية لفحص الانضباط، وهي الهيئة الداخلية القوية لمكافحة الفساد التابعة للحزب الشيوعي، واللجنة الإشرافية الوطنية، وهي أعلى وكالة لمكافحة الفساد في البلاد، تصدر بياناً من جملة واحدة على موقعهما على الويب المشترك بأنه سيتم إرسال المحققين إلى ووهان للقيام بتحقيق شامل في المشكلات التي أبلغ عنها الجمهور بخصوص الطبيب لي وين ليانغ. وخوفاً من أن تمتد الضجة حول وفاة «لي» إلى الشوارع، سرعان ما حذفت السلطات المنشورات التي تدعو إلى النزول إلى الشارع، وقال منشور أُرسل على موقع «Wechat» ولكن تم حذفه الآن: «آمل أن نتمكن من يوم ما من الوقوف في الشارع ونحن نحمل صورة Li Wenliang». وفي 1 فبراير الجاري كان لي أحد الأشخاص الثمانية الذين تم احتجازهم بسبب «نشر شائعات» حول تفشي المرض المميت -مصير السبعة الآخرين، الذين يُعتقد أنهم مهنيون طبيون، غير معروف. ونشرت «Caixin»، وهي مطبوعة مالية مقرها بكين، صورة شخصية باللونين الأبيض والأسود لـ Li يرتدي قناعًا بعنوان «مجتمع صحي لا ينبغي أن يكون له صوت واحد فقط: وفاة Novel Coronavirus Li Wenliang». البطل الذي قال الحقيقة بشجاعة وبالنسبة للصينيين فإن الدكتور لي بمثابة البطل الذي قال الحقيقة بشجاعة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. وأعلن مستشفى ووهان المركزي حيث كان يعمل فيه الطبيب لي وين ليانغ «34 عاما» انه توفي في الساعات الأولى من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي بعد اصابته بالعدوى خلال الحرب ضد الفاشية. وقال جوني لاو، وهو مراقب صيني مخضرم وصحفي سابق في وين وي بو المدعوم من بكين، إن وفاة لي أصبحت نقطة عاطفية وسط سيطرة شديدة على الكلام تحت حكم شي جين بينغ. وقال «هنا طبيب لديه ضمير ... لقد تم التضحية بأشخاص على خط المواجهة لكن المسؤولين لم يُحاسبوا». «إنه مثال على كيفية انتصار الشر على الخير». وأضاف إن الحذف السريع للمنشورات التي تطالب بحرية التعبير أثارت المزيد من الغضب. Volume 0%   وتابع: «إن السلطات حريصة على أن لا تؤدي وفاته إلى موجة غضب هائلة، لذلك شعرت بالحاجة إلى الحفاظ على الاستقرار وقمع أصوات الناس». وقالت سارة كوك، كبيرة المحللين في مجال الأبحاث ومديرة نشرة تشاينا ميديا في فريدوم هاوس ، إن الصخب العام لـ Li بدأ «واسع النطاق وموحد». و أعلنت السلطات في مقاطعة هوبي بوسط الصين اليوم السبت، أنّ فيروس كورونا المستجدّ أودى بحياة 717 شخصاً في الصين منذ ظهوره لأول مرة في ديسمبر الماضي في مدينة ووهان، عاصمة هذه المقاطعة. وهذا الرقم أعلى من عدد الذين ماتوا في البر الصيني وهونغ كونغ في العامين 2002 و2003 بسبب فيروس سارس «الالتهاب الرئوي الحادّ». أما في ما خصّ حصيلة المصابين بفيروس كورونا المستجدّ فقد تمّ تسجيل 2841 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في المقاطعة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين في البلاد إلى أكثر من 34 ألف مصاب. ولا شك أن مدينة ووهان التي انطلق منها الفيروس تعيش في نفق مظلم، تحت رهبة ارتفاع أعداد المرضى الذين أطاح بهم المرض. وفي هذا السياق، رسمت صحيفة نيويورك تايمز صورة قاتمة عن الأوضاع في تلك المدينة الموبوءة التي أصابها الفيروس، وعطل اقتصادها، متحدثة عن أعداد للمصابين والقتلى تفوق بكثير ما تتحدث عنه السلطات الصينية. كما أشارت إلى أن الصينين يموتون في منازلهم وسط ترد خطير في الخدمات الصحية وامتلاء المستشفيات بمرضى الفيروس. وأعلنت بلديّة مدينة تايتشو وثلاث مناطق في مدينة هانغتشو - التي تضمّ مقرّ مجموعة التجارة الإلكترونية العملاقة علي بابا - أنه سيُسمح من الآن فصاعدا لفرد واحد فقط من كل عائلة صينية بالخروج مرة كل يومين للتبضّع. وقال بيان لحكومة تايتشو إنه على كل السكان الإبقاء على مدخل واحد فقط لمجمعاتهم السكنية، وعلى كل المقيمين إبراز هوياتهم عند الدخول والخروج منها. كما منع أصحاب العقارات من تأجير مساكن لأشخاص قادمين «من مناطق انتشار المرض بشكل واسع مثل هوباي».



عدد الزيارات : 1125 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق