> مقالات

العجوز العربية والعجوز التركية

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
العجوز العربية والعجوز التركية



إذا أردنا اليوم أن نتكلم عن التاريخ الإسلامي فإننا لابد من أن ندخل في خلافات تاريخية ومذهبية إن نحن دخلنا في التفاصيل، لكن إن تكلمنا بشكل أكثر سطحية فإننا سنجد الكثير من الخطوط العريضة التي نتفق عليها كمسلمين، وأهم هذه الخطوط هي أن بداية سقوط المسلمين بشكل شبه تام قد تمثل بسقوط الدولة العثمانية، وهذه حقيقة تاريخية حتى لو سلمنا بأن هذه الدولة كانت ظالمة وغير جديرة بحمل راية الإسلام، فمن الذي حمل راية الإسلام بعد الأتراك العثمانيين وهل هو أفضل منهم ؟
لقد تشكلت النواة الإسلامية على يد النبي العربي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتشكلت معها بداية عصر صدر الإسلام والذي انتهى ببداية الدولة الأموية ثم جاءت بعدها الدولة العباسية، مروراً بالسلاجقة فالفاطميين وانتهاءً بالدولة العثمانية .. بعدها عادت النوبة إلى العرب، وكما ذكرت في مقدمة هذا المقال سأتجنب الدخول في تفاصيل هذه الدول تجنباً للخلافات التاريخية وسأركز على النقطة التي يتفق عليها الجميع وهي أن الإسلام الذي بدأ عربياً انتهى بسقوط الأتراك العثمانيين وعندما أراد العودة إلى العرب لم يجد لنفسه مكاناً بينهم، وربما يكون قد ارتمى بأحضان الإيرانيين أو عاد لأحضان الأتراك وهذه هي النقطة الجوهرية لهذه المقالة والتي تتمثل بسؤال العرب .. استلم الأتراك الإسلام من العرب وهو في كامل قوته وعافيته فكيف تسلمتموه منهم وأين وصل على يدكم ؟
أننا مع تسليمنا بأن التركة الإسلامية قد ووزعت على العرب وهي بالية ومهترأة وذلك بسبب فشل العثمانيين وغبائهم إلا أننا نسلّم كذلك بأن العرب لم يكونوا أذكى منهم وقد زادوا الإسلام إهتراءً وبليّ، بمعنى أن العرب بعد أن استلموا التركة الإسلامية من العثمانيين وهي ميّتة إكلينيكياً قاموا بالازدياد بخنقها بدلاً من أن ينعشوها ويعيدوا لها رونقها. والملاحظ هنا أن هؤلاء العرب يملكون أكبر أرصدة في العالم واحتياطيات النفط ومع ذلك لم يستطيعوا رفع راية الإسلام التي ولدت بين المجاعة والحصار الذي فرضته عليهم قريش والذين استطاعوا تجاوزه حتى وصلوا بدينهم لأعظم المستويات على مر التاريخ، فكان الفرق بين العرب في عهد رسول الله والعرب اليوم، يتمثل في أن العرب في عهد الرسول نهضوا بالإسلام وأخرجوه من وحل الحصار والعداء للقمة .. بينما العرب اليوم وبعد سقوط الدولة العثمانية قد ولِدوا أمواتا، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه "بالعجائز"، التركية التي عاشت لقرون في ريعان شبابها ثم شاخت وهرمت، والعربية التي ولدت عجوزاً مهترأة، فمن منكم ياعرب سيعالج الأمة من مرض الشيخوخة المزمن ؟ ومن سيعيد الإسلام للصدارة قبل أن يشيخ على يد العثمانيين ؟

عدد الزيارات : 2016 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق